أمضى عبد الحميد عدو أزيد من ثلاث سنوات على رأس شركة الخطوط الملكية المغربية، بعد تعيينه من قبل الملك محمد السادس خلفاً لإدريس بنهيمة بتاريخ السادس من فبراير 2016؛ لكن الحصيلة التي راكمها مدير "لارام"، خلال هذه الفترة، هي ديون غير مسبوقة تهدد مستقبل الشركة وارتفاع شكاوى المسافرين من الخدمات، ناهيك عن الاحتجاجات المزمنة لعمال مطار محمد الخامس. وبلغة الأرقام الرسمية، فإن الخطوط الملكية المغربية يتوقع أن تختتم السنة بعجز صاف قدره 102 مليون درهم، وناتج استغلال سلبي يناهز 393 مليون درهم، وناتج استغلال سلبي يناهز 393 مليون درهم. عدو، الذي شغل في وقت سابق منصب مدير عام للمكتب الوطني للسياحة والذي ترك قطاع السياحة بحصيلة مخيبة للآمال، تنتظره سنة مالية سوداء، حيث يتوقع أن ينخفض رقم معاملات الشركة في السنة الحالية إلى 16.7 مليارات درهم، أي بانخفاض قدره 2.9 في المائة مقارنة بسنة 2018. ويرتقب أيضا أن "يتوج" عبد الحميد عدو السنة الحالية ل"لارام" بتقرير أسود يعكف قضاة المجلس الأعلى للحسابات على إعداده حاليا، علما أن "مجلس جطو" سبق له أن نبه إلى وضعية الشركة المزرية، وحذر من مواجهتها مستقبلا صعبا نتيجة المنافسة وارتفاع التكاليف. أما الوضع الخارجي للشركة، والذي يعكس صورة بلد بأكمله، فحالته أسوء من الديون، ويكفي أن تسأل مسافرا مغربيا أو سائحا أجنبيا عبر الخطوط الملكية إلى وجهة ما ليتحدث لك عن قصة معاناته مع غلاء التذاكر بشكل لم يعد مقبولا وضعف مستوى الخدمات، هذا في وقت طورت فيه العديد من الدول والشركات الأجنبية خدمات جوية ممتازة وبتكلفة أقل. آخر "كوابيس لارام" ما عاشه مسافرون، منذ أيام، على متن طائرة الخطوط الملكية المغربية "لارام"، وهم في رحلتهم صوب البرازيل؛ فقد وجد 20 مسافرا أنفسهم "عالقين في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، دون أي تفسير حول سبب تأخر الرحلة، أو توفير بديل من أجل المبيت، أو حتى توفير الطعام إلى حين إيجاد حل، كما هو جار به العمل في مثل هذه الحالات، لكن هذا بالتأكيد ليس عند "شركة عدو".