تعكف شركات السيارات حاليا على تطوير تقنيات لمواجهة داء السفر، مثل مواءمة نظام التعليق وتحليل تأثيرات مناورات القيادة. وأوضح البروفيسور دانيل شتراوس، الأستاذ بجامعة سارلاند الألمانية للعلوم التطبيقية، أن داء السفر يحدث عندما لا تتطابق المعلومات الواردة من عضو الاتزان في الأذن مع المعلومات، التي ترسلها العين، بمعنى أن الجسم يشعر بشيء مختلف عما تراه العين. ولا يستطيع الجسم تصنيف هذه المعلومات والاستجابة لها بشكل صحيح، فيتم التفاعل معها كما يتفاعل مع التسمم بالغثيان والعرق البارد وسرعة النبض، وهي حالة شائعة، خاصة لدى الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 سنة. تغيير الاتجاه ومن جانبه أوضح البروفيسور هوبرتوس آكسر، الأستاذ بجامعة فريدريش شيلر الألمانية، أن داء السفر لا تسببه السرعة بدرجة كبيرة، لكنه يتعلق بشكل أكبر بتغيير الاتجاه على الطريق، كما يحدث على الطرق الجبلية؛ لذا يُفضل تجنب مثل هذه الطرق عند اصطحاب أشخاص يعانون من هذه المشكلة. وأشار آكسر إلى أنه يمكن تدريب المخ بالسير على طرق قصيرة وقليلة المنعطفات؛ حيث يساعد ذلك في التعود على المدى الطويل، كما أنه ينصح بتوجيه النظر للأمام عبر النوافذ. وبدوره أشار البروفيسور لودجر دراجون، من شركة مرسيدس بنز الألمانية، إلى أن التطور التقني في مجال السيارات ساهم في تقديم العديد من الحلول للتغلب على هذه المشكلة. تردد نظام التعليق وأوضح دراجون أن داء السفر غالبا ما يحدث عند ترددات ذاتية منخفضة تبلغ حوالي 3ر0 هرتز لنظام التعليق، لذا قامت الشركة الأمريكية بضبط جميع أنظمة التعليق لديها على ترددات تقع بين 1 و5ر1 هرتز. وعند تردد ذاتي 1 هرتز تنطلق السيارة بشكل مريح، ومع نطاق 5ر1 هرتز يتسم التعليق بالمزيد من الخصائص الرياضية. وأشار دراجون إلى أنه يلزم ضبط ممتصات الصدمات بناء على ذلك حتى لا يشعر الركاب بعدم الارتياح. وأوضح دراجون أنه يتم توفير المزيد من الراحة من خلال التعليق الهوائي مع ممتصات صدمات نشطة. وعند الانعطاف تصبح ممتصات الصدمات أكثر صلابة لتقليل الميل الجانبي بقدر الإمكان، بينما تصبح الممتصات أكثر ليونة على المسارات المستقيمة بحيث يتم تعويض المساحات غير المستوية على الطريق. مواءمة أسلوب القيادة ومن الإجراءات، التي يمكن اتخاذها حيال هذه المشكلة، مواءمة أسلوب القيادة بحيث يشعر الراكب بديناميكيات القيادة بشكل أقل أو نقل هذه الديناميكيات بصريا وصوتيا وحسيا، كي لا تمثل مفاجأة للراكب. وبمساعدة التقنيات الحديثة لابد للسيارات آلية القيادة من تعلم طرق قيادة معينة؛ حيث تتم مواءمة أنظمة التوجيه والكبح والمحرك والنوابض وممتصات الصدمات وفقا لراحة الركاب. تحليل مناورات القيادة وأوضح فلوريان داوت، من شركة ZF الألمانية المغذية لصناعة السيارات، بأنه يتم لهذا الغرض الاعتماد على أنظمة جديدة ذات ذكاء اصطناعي لتحليل تأثيرات مناورات القيادة، التي تسببت في حدوث داء السفر للراكب. وبعد التحليل تتم مواءمة المناورات القادمة مع ذلك، ثم تقوم السيارة بتعلم استراتيجية قيادة تتكيف بشكل فردي بناء على ردود أفعال جسم الركاب أو يتم التخطيط لطريق مناسب به مناورات قيادة وسرعات لا يحدث بسببها داء السفر. *د.ب.أ