أصبح من شبه المألوف أن يتابع المرء على شاشات التلفزة المغربية برامج يُستدعى لها بعض المثقفين والصحافيين وبعض الفنانين من رسامين وممثلين وهم يعتمرون قبعات أوروبية دون إبداء أدنى احترام للمشاهد، جهلا منهم أن الآداب الغربية خاصة الأوروبية في اعتمار هذه القبعات تقتضي خلعها أمام الآخرين لإثبات الاحترام. كما أن رفع القبعة، حسب هذه التقاليد والعادات، تعد رمزا لإلقاء التحية؛ وهو تقليد غربي قديم أنتجته طرائق الأدب في التعامل مع الملوك، ليتحول إلى آداب السلوك في أوروبا فيما بعد. يبادر الرجل إلى خلع قبعته في الأماكن المسقوفة، بعكس المرأة التي بإمكانها ارتداؤها. بينما يكون على الجميع خلع القبعة في دور السينما والمسارح والملاعب حتى لا تحجب الرؤية عن الآخرين. كما تقتضي تقاليد كثير من الشعوب على الضيف خلع قبعته ومعطفه قبل الدخول إلى بيت المضيف. وهكذا، يظهر أنه، بالإضافة إلى هذا الجهل المطبق للنخب المثقفة، فما بالك بباقي الفئات الشعبية، بتقاليد اعتمار القبعة الأوروبية، فما زالت عقلية اعتمار القبعة بعقلية اعتمار العمامة هي التي ما زالت سائدة والتي التصقت بلباس رؤوس المغاربة طيلة قرون قبل أن يتغلغل الطربوش كغطاء للرأس لديهم بما كان يحمله ذلك من دلالات اجتماعية وسياسية. الطربوش الوطني كتكريس للهوية السياسية لقد وعت النخب الوطنية في مواجهتها للمستعمر الفرنسي والإسباني ونجاح هذا الأخير في السيطرة العسكرية على البلاد، لم يكن فقط بقوة سلاحه، بل بقوة عقيدته الإيديولوجية والسياسية والتي تقوم على الرابطة الوطنية. فهذا المستعمر كان يتغلغل في البلاد كقوة موحدة في الوقت التي كان فيها المغاربة يواجهونه كقوى متفرقة بشعور قبلي ومحلي وإقليمي؛ وهو ما سهل على الجيوش الفرنسية وكذا الإسبانية الانتصار في مختلف المعارك التي خاضتها، منذ حرب إيسلي إلى آخر معركة بجبل صاغرو. وبالتالي، فقد عمدت نخب الحركة الوطنية في مواجهتها للمشروع الاستعماري، بشقيه السياسي والثقافي، إلى الاهتمام ببلورة شعور وطني لدى المغاربة وخلق الوعي بهويتهم السياسية كمغاربة في مواجهة (الفرنسيس والإسبانيول )، وليس كمسلمين مغاربة في مواجهة النصارى. وهكذا، شرعت هذه النخب بإنشاء وتأسيس ما سمي بالمدارس الحرة، حيث شكلت هذه المدارس ليس فقط مشتلا للحفاظ على الهوية الوطنية؛ بل أيضا قناة لمحاربة المستعمر ومواجهة سياسته بمختلف الوسائل بما فيها الأناشيد الوطنية. كما حرص زعماء الحركة الوطنية على أن تشكل هذه المدارس الأرضية التي يتم فيها تلقين أجيال التلاميذ والشباب، خاصة أولئك المنحدرين من الفئات المتوسطة والشعبية المبادئ الأساسية في حب الوطن والتغني بالهوية المغربية. ومن ثم، فقد "كانت رحاب هذه المدارس تتميز بتخصيص حصص أسبوعية قارة لتعليم الأناشيد وتشكل بذلك المركز المنتظم لتلقينها". وقد أدى تلقين هذه الأناشيد وترديدها من طرف التلاميذ والشباب في الأماكن العمومية وداخل الأسر إلى نشر الوعي الوطني وإشاعته؛ لكن إلى جانب ذلك، فلم يقتصر زعماء الحركة الوطنية على نشر الوعي الوطني لمقاومة الفكر الاستعماري وسياسته، بل قاموا أيضا بتبني مجموعة من الرموز ومظاهر للتعبير عن التشبث بالهوية السياسية والوطنية. وهكذا، بدأ الوطنيون يتخلون عن اللباس التقليدي من عمائم وجلاليب ليعوضوها بطرابيش وبذلات عصرية. فبعدما اتخذ زعماء هذه الحركة في البداية الجلباب الريفي, المائل إلى القصَر, لباساً، إعجاباً منهم بثورة محمد عبد الكريم الخطابي, إلا أنهم سرعان ما حولوه إلى جلباب بورجوازي ذي طابع حديث، مع وضع ما سمي بالطربوش الوطني بدل العمامة. وهكذا، أصبح الزعيم علال الفاسي، الذي تخرج من القرويين والمتشبع بأفكار السلفية، يرتدي جلبابا عصريا ويضع طربوشا وطنيا عوض لباسه التقليدي. كما أن باقي زعماء الحركة الوطنية، كمحمد بن الحسن الوزاني والمهدي بن بركة وأحمد بلافريج وعبد الرحيم بوعبيد فضلوا ارتداء البذلة الأوروبية مع وضع الطربوش الوطني تشبثا منهم بوطنيتهم. ويبدو أن قادة الحركة الوطنية، الذين درس بعضهم بالمشرق، خاصة بمصر وبلاد الشام، قد تأثروا باتخاذ الوطنيين في هذه البلدان للطربوش كرمز سياسي في مواجهة المستعمر الإنجليزي؛ فمنذ أنشأ محمد علي باشا في مصر مصنعاً للطرابيش؛ حتى لا يستورده المصريون من الخارج، أصبح الطربوش بمثابة رمزية وطنية، حيث اشتهر أفراد العائلات المصرية العريقة بارتداء الطربوش، مثل عائلة سعد زغلول الزعيم الوطني المعروف، وحبيب باشا السعد، وفكري أباظة، رئيس تحرير المصور، وطه حسين ومصطفى لطفي. كما تحول الطربوش في السودان من قبعة شائعة الاستخدام يرتديها موظفو الدولة والفقهاء وتلاميذ المدارس والمثقفون الذين كانوا يُعرفون بالأفندية، إلى رمز سياسي اشتهر به قادة حركة اللواء الأبيض الذين كانوا يُعرفون بثوار حركة 1924، حيث اتخذ بعضهم الطربوش انحيازاً لمصر وثورتها بقيادة سعد زغلول كمقابل ثوري يرمز إلى رفض إملاءات الاستعمار البريطاني الذي كان يريد أن يعمم القبعة بدلاً للطربوش الذي ارتبط بالحكم التركي في مصر والسودان. وفي لبنان خلال مرحلة الانتداب الفرنسي، أصبح ارتداء الطربوش رمزاً للانتماء السياسي؛ فالذين كانوا يعتمرونه كانوا من أنصار الاستقلال عن فرنسا والانضمام إلى سوريا. أما الذين ارتدوا القبعات الغربية، فكانوا من أنصار الانتداب، أو أقله من المتحفظين على الوحدة مع سوريا. وقد أثر هذا الفكر الوطني بحمولته السلفية في السلطان محمد بن يوسف نظرا لانتمائه لنفس جيل زعماء الحركة الوطنية الذين كانوا يرون ضرورة أن يتم مواكبة الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي عرفها المغرب مع التدخل الأجنبي وتداعياته على تركيبة المجتمع في مختلف جوانبه السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية بما في ذلك غزو اللباس الأوروبي بأشكاله العصرية. وبالتالي، فقد كان اللجوء إلى اللباس الوطني نوعا من الدفاع عن "الهوية اللباسية "التي تعكس الهوية الوطنية. ولعل هذا ما دفع السلطان محمد بن يوسف إلى التخلص شيئا فشيئا من لباسه السلطاني الذي أصبح لا يتلاءم إلا مع مراسيم المناسبات الدينية، ليتعود على الظهور بالجلباب والطربوش المعروف الذي أخذ يُعرف باللباس الوطني. ولعل ما شجع السلطان الشاب محمد بن يوسف على هذه الخطوة هو أنه، بالإضافة إلى تحالفه السياسي مع زعماء الحركة الوطنية في محاربتهم لمختلف أشكال الاستعمار بما فيها أشكال الهندام الأوروبي الذي فرضته سلطات الحماية في كل دواليب الدولة والإدارات التي تم خلقها من طرفها، هو التغير الذي عرفه الهندام الرسمي لملوك وسلاطين بعض الدول العربية والإسلامية وعلى رأسها الامبراطورية العثمانية؛ فقد أصدر السلطان العثماني محمود الثاني (1785-1839م) فرمانا مختصًا بلباس رجال دولته ورعيته، حيث ألزمهم بضرورة وضع الطربوش، إذ بعدما قضى هذا السلطان على جيش الإنكشارية ونظّم جيشاً جديداً طوَّر اللِّباس العسكري، وأوجد الطربوش بدل العمامة الذي أصبح لباس الرأس لدى كل الرعايا المسلمين في جميع البلاد الإسلامية الإفريقية والآسيوية التابعة للإمبراطورية العثمانية، حيث لبسه السلطان نفسه واتخذه شعارا السلطنة العثمانية كان لونه أحمر حسب لون العلم العثماني الذي كان يرمز للتضحية. الطربوش الوطني كتعبير عن المعارضة السياسية في إطار التوتر السياسي الذي نشب بين الملك الراحل الحسن الثاني والمعارضة الاتحادية في بداية ثمانينيات القرن الماضي بسبب تداعيات التقويم الهيكلي وكذا إضرابات الكونفدرالية الديمقراطية للشغل التابعة لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالإضافة إلى مشكل الاستفتاء بالصحراء... دخل الطرفان في رهان قوة سياسي انتقل إلى قبة البرلمان، حين اختار الفريق النيابي الاتحادي المكون من 15 نائبا برلمانيا عدم ارتداء الزي المخزني في افتتاح آخر جلسة من جلسات مجلس النواب التي كان يترأسها الملك الحسن الثاني، وفضل الفريق الاتحادي أن يدخل باب البرلمان بلباس عصري بدلا من الجلباب الأبيض والشاشية التي كان الحسن الثاني قد اختارها بدلا من الطربوش الأحمر التركي؛ وهو أثار غضب الملك الراحل الحسن الثاني، الذي لم يتردد في إصدار قرار بمنع بعض أعضاء الفريق الاتحادي من متابعة أشغال الجلسة من داخل القاعة العامة، فاكتفى نواب الاتحاد بمتابعتها من إحدى القاعات المجاورة. لقد اعتبر الحسن الثاني أن هذا السلوك فيه إهانة للباس المخزني وخروج عن إجماع الأمة معبرا عن غضبه من خلال الكلمة التي وجهها في خطابه بمجلس النواب والتي تضمنت تقريعا سياسيا عنيفا لأحزاب المعارضة، حيث قال الملك في خطابه بمجلس النواب غاضبا: "أراد الله وأرادت الأقدار أن تبتلينا وأن تجعل منا نحن أول دولة يدرس في الدراسات الدستورية الواقعة. التي وقعت، ألا وهي استخفاف جماعة برأي جماعة، وبرأي جماعة المسلمين. (وفي إشارة إلى النواب الاتحاديين الذين رفضوا ارتداء اللباس القومي) إذا سكتنا عن هذه القضية سنصبح أول من يفتح باب الفوضى ليترك للمغاربة أن يختاروا من القانون ما يعجبهم ويرفضوا منه ما لا يوافقهم وهذا شيء خطير كما قلت لكم، لأنه يفتح باب الفتنة المشار إليها في القرآن “الفتنة أشد من القتل”، وتابع الملك: “من واجبنا كملك، أن نرجع الأمور إلى نصابها، وأن نفكر في كيفية الزجر، لأننا لم نضع قانونا حين وضعنا الدستور إيمانا منا أننا لن نجد أمامنا أناسا مستخفين، ضالين ومضلين“، وأضاف الملك: “والآن اتوجه إلى جميع الاشتراكيين في العالم، غربيين أو غير غربيين، لأقول لهم: انظروا مصيبة المغرب، انظروا مشكلة الحسن الثاني، ما نوع المعارضة الذي عنده، مصيبة حقيقية، نوع المعارضة التي عند الحسن الثاني والتي عند الحكومة المغربية والتي عند البرلمان، لا تقبل الديمقراطية ولا تقبل حكم الأرقام وتخرج عن جماعة المسلمين". وحتى لا يتم استغلال هذه الواقعة من جديد من طرف فرقاء سياسيين محتملين، فقد تم تعديل النظام الداخلي للبرلمان بشكل فرض ارتداء اللباس المخزني على كل النواب خلال الدورة الافتتاحية التي يترأسها الملك في الجمعة الثانية من أكتوبر من كل سنة، حيث تنص المادة ال16 من هذا النظام على ما يلي: "تحضر النائبات والنواب جلسة افتتاح دورة أكتوبر مرتدين اللباس الوطني. ويحضرون باقي الجلسات بلباس تقليدي كامل أو بلباس عصري كامل. تطبق أحكام الباب الثالث من الجزء الثالث من هذا النظام الداخلي المتعلقة بالجزاءات على كل مخالفة لمقتضيات الفقرتين السابقتين". الطربوش الوطني كتعبير عن الإثارة السياسية لعل مضمون المادة ال16 من النظام الداخلي للبرلمان هو ما دفع نائبان من فيدرالية اليسار الموحد، بعد نجاحهما في الانتخابات التشريعية لعام 2016، إلى الإحجام عن تكرار نفس السلوك الجريء للفريق الاتحادي في تكسير تقليد ارتداء اللباس المخزني في الدورة البرلمانية التي افتتحها الملك. وهكذا، اقتصرت خطوة النائب عمر بلافريج، الذي اكتسب الصفة البرلمانية بالرباط، ومصطفى الشناوي، الذي نال المقعد النيابي بالدار البيضاء، خلال حضورهما افتتاح الدورة العاشرة للبرلمان في أول جلسة افتتحها الملك محمد السادس أسبوعا بعد اقتراع السابع من أكتوبر2016، على ارتداء لباس "رسمي مثير"، حيث شوهدا وهما يلجان البرلمان، مرتدين طربوشين أبيضين مع جلباب مغربي أبيض، عوضا عن الطربوش الأحمر، المعتاد لدى جل أعضاء البرلمان. وقد أثار هذا اللباس جدلا بين صفوف البرلمانيين والنخبة السياسية، حيث قرأ برلمانيون حضروا هذه الجلسة الافتتاحية في خطوة البرلمانيين اليساريين بأنها "تمرد على الطقوس المخزنية المتجذرة في الممارسة السياسية المغربية، خلافا لما دأب عليه النواب والمستشارون في التقيد بها مع كل افتتاح للبرلمان". في حين كتب بلافريج، في صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك" أن شعوره كان استثنائيا وهو يحضر الجلسة الأولى للبرلمان، وقال موضحا قصة اللباس المثير: "إنه لشرف كبير أن أدخل البرلمان مرتديا بذلة (سلهام) عبد الرحيم بوعبيد كهدية من عائلته، والطربوش الشخصي لبنسعيد آيت يدر، هدية شخصية منه". مضيفا "بأنه لفخر كبير أن أحظى بتمثيل الناخبين باسم فيدرالية اليسار الديمقراطي، كما أشكرهم على الثقة التي وضعوها في شخصي"، وزاد في تدوينه: "إنه لفخر كبير أن أساهم في التنمية الديمقراطية لبلدي، وأن أدافع من داخل البرلمان عن المصلحة العامة وعن القيم التي نؤمن بها". وختم عمر بلافريج وصفه أول دخول له إلى قبة البرلمان باسم فدرالية اليسار الديمقراطي بقوله: "طموحي الأكبر أن أكون في مستوى هذين القامتين اللذين بصما بأخلاقهما ونضالهما الحياة السياسية في بلدي"، في إشارة إلى كل من الزعيم اليساري المعارض الراحل عبد الرحيم بوعبيد، وأبرز وجوه المقاومة المغربية قبل الاستقلال والزعيم اليساري محمد بنسعيد آيت يدر.. أما البرلماني مصطفى الشناوي الذي حضر مرتدياً نفس اللباس، فقد أكد في تصريح ل"هافينغتون بوست عربي" أنه "تفاجأنا بحضور المصورين لالتقاط صور لنا، ونحن نلج مجلس النواب"، نافياً أن يكون ارتداؤهما هذا اللباس "موجهاً إلى الاستهلاك الإعلامي، فلو أردنا ذلك لقمنا بنشر الصور حين ارتدائنا اللباس في منازلنا". كما أضاف، في تصريحه، أن "الفيدرالية ضد جميع مظاهر الخنوع التي نعتبر فيها رعايا، ونحن ضد بقاء مجموعة من المظاهر التي تذل المواطن، خاصة أننا في القرن ال21 (من بينها اللباس الموعد وطقوس البيعة التي يتم فيها تقبيل يد الملك والانحناء لتحيته وتجديد البيعة له". وأضاف البرلماني المغربي: "نتمنى تراجع هذه الطقوس والرموز والألبسة التي تريد إرجاعنا إلى الوراء.. ونحن نحاول تجاوزها "، وشدد البرلماني اليساري المعارض على أن "هذه الطقوس يجب أن تتراجع؛ لأن المواطن ينتظر من هذه المؤسسة (البرلمان) أن تكون فعّالة وتفيدهم في حياتهم اليومية، لا أن تهتم باللباس أو غيره، فهذه المسألة ثانوية ومجرد فرقعات لا نهتم بها"، مضيفاً أن "المواطن لا ينتظر هذا، بل يريد تغيير الواقع المتردي الذي يعيشه وتحسين حياته اليومية من خلال التشريع". وقد انتقل هذا الجدل، الذي احتدم بين النواب بشأن هذا اللباس، إلى شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية؛ فقد اعتبر بوطوالة، الأمين العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي – أحد مكونات فيدرالية اليسار الديمقراطي، أن "الأمر لا يجب أن تعطى له أهمية أكثر مما تستحق"، مشيراً إلى أن "المسألة هي مسألة تميز فقط". في حين اعتبر الباحث السياسي رشيد لزرق، في تصريح ل"هافينغتون بوست عربي" أن حديث عمر بلافريج عن ارتدائه لباساً خاصاً بعبد الرحيم بوعبيد المناضل اليساري وطربوشاً استعمله قيدوم اليساريين المغاربة محمد بنسعيد آيت إيدر هو "محاولة لاحتكار هذه الرموز بشكل علني عوض طرح الأفكار البديلة"، مضيفاً أن "بوعبيد وآيت إيدر قبل أن يكونا لباساً فهما فكر وممارسة، أفرزتهما شروط محددة من خلال طرحهم لاختيار واعٍ ومسؤول، وبالتالي فهو اختيار لم يكن محرّكه محاولة إرجاع مجدٍ عائلي بل كان طرحا للبديل الاشتراكي الديمقراطي". من جهتها، نوهت الإعلامية اعتماد سلام، على صدر صفحتها بفيسبوك، بالخطوة التي أقدم عليها بلافريج قبل "الثورة على اللباس المخزني"، حين أعلن تخليه عن تقاعده البرلماني، قائلة: "يذهلني حجم النقاء الذي يتسلح به عمر بلافريج وهو يدخل مجالاً متسخاً وملطخة أيادي معظم أهله بجميع أنواع الريع"، مضيفة: "رحم الله بوعبيد، الذي تخرج في مدرسته عمر بهذه الأخلاق التي جعلته يصنع الاختلاف في مغرب اليوم ويعطي لكل الديناصورات السياسية المقيمة في القبة منذ أزمنة غابرة درسا فقدنا الأمل بأنها قد تفهمه يوما". أما المدون الساخر عبد العزيز العبدي، فقد كتب، على صفحته ب"فيسبوك"، منتقداً الخطوة التي أقدم عليها البرلمانيان قائلاً: "الثورة على اللباس المخزني هي أن تقصد قبة البرلمان بالدجين مقطع من الركبة، والرأس بالتشويكة.. إذا درتي البيرسي فوذنيك ستكون فوق الثورة لهيه"، في إشارة منه إلى أن الثورة ليست في إزالة الطربوش، وإنما في ولوج البرلمان بأي لباس شخصي تفضله وليس مفروضاً عليك.