في مبادرة تقصِدُ تعريف المغاربة بالمسار التنموي للصين، برؤية من الداخل، عرض المركز الثقافي الصيني في الرباط، الثلاثاء، مسلسلا وثائقيا بعنوان "إستراتيجية إدارة الدولة لشي جنيغ بينغ". ويعرَض هذا المسلسل الوثائقي المصوَّر باللغتين الصينية والإنجليزية بترجمة عربية، في حلقات ثلاث، تتناول المشاعر الصينية الشعبية، وإدارة الدّول الكبيرة، والتعاون من أجل تحقيق المصلحة المشتركة، ويتحدّث عن مسار التطوّر الاقتصادي الصيني، ومحاربة الفساد، والرهان على الإبداع، والتراث الصيني الثقافي، والطبي، والمشاريع التنموية للصين في إفريقيا، ومشاريع كبرى من قبيل مبادرة: "الحزام والطّريق". وقال لي لي، السفير الصيني بالمغرب، إنّه شاهد على تجارب المغرب التي راكَمها باستقراره السياسي، داعيا "الأصدقاء الصينيين" إلى معرفة المغرب وشعبه معرفة أحسن، لا أن يأتوا برؤية مسبقة حولها، لا أن يأتوا بفكرة أنه بلد إفريقي. ودعا السفير الصيني بالمغرب إلى القيام بجهود للتّعرّف على الصين بعيدا عن الرؤية الأوروبية لها، داعيا إلى تبادل بين الصين والمغرب تحت سقف واحد، يكون قاعدة تعاونٍ أهمّ في المستقبل. واعتبر الدبلوماسي الصيني عرض هذا الفيلم الوثائقي، خلال مؤتمر ينظّمه المكتب الإعلامي لمجلس الدولة الصيني، في السفارة الصينية بالمغرب، واحدا من "التّبادلات الثقافية التي نريدها، من أجل تقوية الشراكة بين البلدَين، والتّعارف أكثر". بدورها، رأت العكريشي شناز، رئيسة قسم التعاون في قسم التواصل، في هذا العمل المصوّر "وثائقيا يكرم عبقرية أمة، وتجارب الصين"، مضيفة أن وعي المغرب بهذا ظهر في زيارة الملك محمد السادس للصين، التي فتحت الطريق للقاءات متبادلة حكومية ومدنية، وشهد على إثره التعاون بين البلدين تطوّرا سريعا ومتزايدا، وجعل الصين من الشركاء الرئيسيين الرسميين للمغرب. وتحدّثت شناز عن وجود "إرادة مشتركة لزيادة الشراكة بين المغرب والصين"، و"إرادة الدخول في تبادل ثقافي بين البلدين"، ثمّ تناولت الشقّ المتعلّق بالتواصل، خاصة ما يتعلّق بالسينما والصور، مستحضرة ما يعرض في المغرب من وثائقيّات، وأفلام، ومعارض، حول الصين والمغرب، في أنشطة متبادلة تمكّن من التّعرّف على الآخر، وتطوير العلاقات بين البلدين. وترى تشن دون يون، مديرة المركز الثقافي الصيني، في عرض "إستراتيجية شي جين بينغ لحكم الدّولة"، بالمغرب، إنجازا مهمّا للتعاون الصيني المغربي في مجال الثقافة، وفرصة لتواصلِ المغاربة والصينيّين، في محاولة لتعزيز بناء "الحزام والطّريق"، وتطلّع إلى مستقبل أفضل للبلدين، من أجل تحقيق مزيد من الإنجازات في مجال التّبادلات الإنسانية، والتّعاون في مجال السينما والتّلفزيون. وعرف هذا النشاط توقيع اتفاقية شراكة في مجال السينما والتلفزيون، بين فاعلين خاصَّين من الصين والمغرب. تجدر الإشارة إلى أنّ المسلسل الوثائقي "إستراتيجية شي جين بينغ حول إدارة الدّولة"، عُرض في إطار الاحتفال بالذّكرى الحادية والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية وجمهورية الصّين الشعبية، قصدَ "تعزيز التّعارف المتبادَل بين شعبَي البلدَين، وتعميق التّبادل بين الودّي بينهما، في مجال الثقافة والعلوم الإنسانية".