تستعد فرنسا لعقد الدورة ال28 من قمة "إفريقيا-فرنسا" في الفترة الممتدة من 4 إلى 6 يونيو من العام المقبل في مدينة بوردو، حول موضوع "المدينة المستدامة"، بمشاركة القادة الأفارقة والمؤسسات والجمعيات. وجرى تقديم برنامج القمة المقبلة، اليوم الثلاثاء بمقر إقامة السفيرة الفرنسية في الرباط، هيلين لوغال، بحضور ستيفان دوبوست، نائب الكاتب العام للقمة الإفريقية الفرنسية المقبلة، الذي يزور المغرب بهذه المناسبة. ويسعى هذا الموعد الدولي، الذي دأبت فرنسا على تنظيمه كل 3 سنوات منذ سنة 1973، إلى استقطاب 25 ألف زائر، وقد تمت دعوة 54 رئيس دولة وحكومة من إفريقيا، كما ستحضره أيضاً حوالي 500 مقاولة فرنسية وإفريقية. وقالت السفيرة الفرنسية في لقائها مع الصحافة المغربية إن القمة المقبلة ستجمع صُناع القرار في الجماعات المحلية والشركات الخاصة، إضافة الممولين الدوليين، ناهيك عن الجاليات ومنظمات المجتمع المدني الإفريقية والفرنسية. وأوردت السفيرة أن القمة المقبلة ستتناول إشكالية مشتركة بين المدن الإفريقية والفرنسية بهدف الوصول إلى حلول ملموسة تأخذ بعين الاعتبار خصائص كل سياق، مع استلهام التجارب المحلية. وأشارت لوغال إلى أن موضوع القمة المقبلة يهم المدن الإفريقية التي تعرف نسبة تمدن كبيرة، كما أنه موضوع يستدعي تظافر جهود الجميع، من رؤساء دول وحكومات ومؤسسات عمومية وقطاع خاص ومجتمع مدني. وبحسب السفيرة الفرنسية، فإن أبعاد الموضوع المختار للقمة المقبلة متعددة، فهي سياسية واجتماعية وبيئة واقتصادية، بدءً من تدبير النفايات إلى البنيات التحتية والمدن الذكية والفلاحة. وأكدت لوغال أن القمة المقبلة تسعى لتقديم حلول ملموسة والاطلاع على التجارب الناجحة في كل من فرنسا والمدن الإفريقية، إضافة إلى توقيع اتفاقيات جديدة في المجال الاقتصادي. وأضافت السفيرة قائلة: "اخترنا هذا الموضوع من أجل التطلع للمستقبل، أي التفكير في إفريقيا في أفق 2050 والحديث عن التحديات التي ستواجه المجتمعات الإفريقية". من جهته، قال ستيفان دوبوست، نائب الكاتب العام للقمة الإفريقية الفرنسية المقبلة، خلال الندوة الصحافية، إن هذا الموعد تقليدي يتم تنظيمه مرة في فرنسا ومرة في إحدى البلدان الإفريقية، وتتميز القمة المقبلة باختيار موضوع شامل ومندمج. وأكد دوبوست، في تصريح لهسبريس، أن القمة ستبحث حلولاً من أجل مدن مستدامة في كل من فرنسا وإفريقيا، كما أشار إلى أنه سيتم تنظيم مسابقة من أجل دعوة 1000 مقاول وصاحب مقاولة ناشئة من القارة الإفريقية. وستُنظم ضمن القمة تظاهرة باسم "مدينة الحلول"، وهي معرض مهني مخصص لحاملي المشاريع والمقاولات والمجتمع المدني، وتطمح فرنسا لضمان مشاركة إفريقية تصل إلى 50 في المائة في هذا المعرض.