ذكرت وكالة الأناضول الحكومية اليوم الجمعة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قدم شكوى جنائية ضد مجلة فرنسية بعد أن اتهمته بتنفيذ عمليات تطهير عرقي في شمال شرق سوريا. وأرسل أردوغان قوات إلى شمال شرق سوريا في التاسع من أكتوبر لمهاجمة وحدات حماية الشعب الكردية السورية، التي يتهمها بالإرهاب ويربط بينها وبين المتمردين الأكراد في بلاده. وبموجب خطة لوقف إطلاق النار تنفذ الآن يتعين على وحدات حماية الشعب الانسحاب من منطقة بعمق 30 كيلومترا من الحدود التركية. وتأمل أنقرة في إقامة "منطقة آمنة" ليتسنى لها إعادة توطين اللاجئين السوريين الذين يعيشون في تركيا حاليا. وندد حلفاء تركيا الغربيون بهجومها وأعربوا عن قلقهم من أن إعادة اللاجئين ستغير التركيبة السكانية للمنطقة الحدودية، التي يغلب الأكراد على كثير من مناطقها. وحملت الصفحة الأولى لمجلة لوبوان هذا الأسبوع صورة لأردوغان وهو يقدم التحية العسكرية مصحوبة بعبارتي "التطهير العرقي.. طريقة أردوغان" و "هل سنسمح له بقتل الأكراد"؟ وقالت وكالة الأناضول إن أردوغان طلب من ممثلي الادعاء في أنقرة إقامة دعوى ضد إتيان جيرنيل، مدير تحرير المجلة، ورومان جوبيرت، كاتب المقال. وتتهمهما الشكوى بإهانة الرئيس، ويمثل الاتهام جريمة يعاقب عليها القانون في تركيا. واتهمت وسائل إعلام غربية أخرى أنقرة بتنفيذ عملية تطهير عرقي في المنطقة السورية الحدودية. وانتقد إبراهيم كالين المتحدث باسم أردوغان المقال المنشور في لوبوان وما يعتبره موقفا فرنسيا مناهضا لتركيا، وقال أمس الخميس إن فرنسا استعمرت دولا كثيرة في الماضي وقتلت آلاف البشر. وأضاف "إنها (فرنسا) تحاول بكل السبل حماية الدمى التي تحركها لكن دون جدوى" في إشارة إلى وحدات حماية الشعب. ومضى قائلا "الأكراد ليسوا متعاقدين (للعمل معكم) ولن يكونوا كذلك. لقد انتهت أيام الاستعمار". وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أحد أبرز المعارضين الغربيين للعملية التركية في سوريا، لحد وصفه لها بأنها عملية "مجنونة". كما أعرب عن إحباطه من عجز حلف الأطلسي عن مراجعة تركيا، العضو في الحلف. وتقول تركيا إن وحدات حماية الشعب لا تمثل الأكراد وإن عمليتها في سوريا تستهدف المقاتلين منهم فقط. ويشكل الأكراد حوالي 18 في المئة من سكان تركيا البالغ عددهم 82 مليون نسمة. كما اتهم أردوغان وحدات حماية الشعب بتنفيذ عمليات تطهير عرقي ضد العرب الذين يعيشون في المنطقة الحدودية. وقال أردوغان، الذي كثيرا ما يرفع دعاوى قضائية ضد من ينتقدونه أو ينتقدون سياساته، أمس الخميس إن من الأفضل للعرب أن يعيشوا في المنطقة، في إشارة إلى شمال شرق سوريا. وقال في مقابلة مع قناة تلفزيون (تي.آ.تي) التلفزيونية الحكومية "هذه ليست مناسبة لنمط حياة الأكراد... لأنها مناطق صحراوية في الواقع".