تساءل المصطفى المريزق أستاذ علم الاجتماع بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس عن حقيقة الانتقال الديمقراطي بالمغرب منذ أول حكومة بالمغرب ما بعد الاستقلال إلى الحكومة الحالية التي تم الإعلان عنها يوم 3 من يناير 2012، قائلا: "هل كان قدر المغاربة انتظار55 سنة، أي منذ حكومة السيد البكاي بن امبارك الهبيل إلى حكومة السيد عبد الإله بنكيران، لنصل إلى ما وصلنا إليه: "كحكومة ما بعد الانتقالية"؟". واعتبر المعتقل السياسي السابق والأمين العام الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة أن المغاربة كانوا يعتقدون "أن حكومة عبد الرحمان اليوسفي ستكون حكومة انتقال من "الاختيار الفردي"إلى مرحلة "الاختيار الجماعي" والتوافق على بناء مغرب حداثي ديمقراطي عادل ومنصف لكل أبنائه، فإذا بنا نرجع عقودا إلى الوراء تدريجيا ننتقل من "الحكم المقدس" إلى "المجتمع المقدس" الذي قاد الانتخابات شكليا للوصول إلى ما وصلنا إليه". وأكد المريزق أن ما توصل إليه أننا إزاء ما سماها ب "هزيمة نكراء للحداثيين والعلمانيين والراديكاليين والسوسيو-ديمقراطيين والحقوقيين، و في مقدمة كل هذا الجيش العرمرم، هزيمة الحركة النسائية التي نرى كل مطالبها ومكتسباته قد تبخرت. وهذه علامة بارزة، من دون شك، من علامات التغير الاجتماعي نحو المزيد من التبعية و التخلف". وقال المناضل السابق في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بجامعة ظهر المهراز بفاس، إن الجامعة المغربية منذ الاستقلال كانت هي الصوت المبحوح لنصرة قضايا المرأة والمدرسة، و كانت الجامعة، يضيف المريزق، هي الفضاء الديمقراطي الوحيد الذي كان يكرس حقوق المرأة و يكرمها كأم وأخت ورفيقة وزميلة، لكن المجتمع كان لها بالمرصاد، يتربص خروجها من المدرسة والجامعة ليعيدها إلى "الحريم الصغير و الواسع". وأما اليوم باسم "المجتمع المقدس" يذهب المريزق إلى أننا "ندخل الدوامة من جديد ليبقى درس الحداثة محاصرا بين الغموض والإبهام، ونخسر رهاننا ونضالنا من أجل التحرر، خاصة في زمن التحريض الجاهلي و أسلمة السياسي والنقابي والجمعوي والعلوم والفن والصيدلة و الطب". وكشف المريزق عن غضبه من الواقع الثقافي الذي آلت إليه مسيرة التغيير بالمغرب، حيث يقول "فأنا اليوم غاضب وحزين ومتضامن مع زوجتي وأختي ورفيقتي وكل نساء وطني وأتمنى أن نناضل جميعا من أجل المناصفة ومن أجل تحرير وحرية المرأة".