قضت المحكمة الابتدائية بخنيفرة، مساء الخميس، بالحبس النافذ ثلاثة أشهر في حق الناشط الحقوقي المحلي سعيد أفريد، بعد متابعته بتهمة "إهانة موظف عمومي أثناء مزاولة عمله"، عقب تحرير مخالفة "حيازة الأكياس البلاستيكية" في حقه. الحكم استقبله النشطاء الجمعويون المحليون المتضامنون مع أفريد، الذي يشتغل بائع خضر، باستياء كبير، وعبروا عن صدمتهم من قسوته لأنهم لم يكونوا يتوقعونه، نظرا إلى أن "كل الوقائع كانت تصب في صالح المعتقل المتأهب لتنفس الحرية ومغادرة أسوار السجن". كبير قاشا، ناشط حقوقي بخنيفرة، قال إن "خبر حبس أفريد لثلاثة أشهر صدم الجميع"، موردا أن "سعيد رفع داخل المحكمة شعار: عاش الشعب، بعدما تبين له أن محاكمته سياسية ولا صلة لها بالميكا (الأكياس البلاستيكية) أو إهانة موظف". وأوضح قاشا، في تصريح لهسبريس، أن "المحامييْن اللذين ترافعا لصالح أفريد أكدا أن المشتكي أخبرهما لَمّا طلبا منه التنازل عن الشكاية أن الملف أكبر منه، وأن هناك جهات أخرى تحركه"، مردفا أن "كل مرافعات المحامييْن انصبت على الحديث عن أن الشهود أثبتوا أن أفريد لم يُهن أحدا ولم يقذف أي شخص، والدليل أن هناك صورة منتشرة على فيسبوك تبرز جلوس العون على صندوق بلاستيكي يعود لأفريد من أجل تحرير مخالفة، متسائلا كيف يمكن لمن سب شخصا أن يمنحه مقعدا ليُحرر له مخالفة؟". وأردف أن المحاميين "سلطا الضوء كذلك على طبيعة الأكياس البلاستيكية التي كانت بحوزة أفريد؛ إذ ليس هناك خبرة تثبت أنها غير قانونية ولا تتحلل في الطبيعة. كما أن غياب المشتكي وغياب محامي المشتكي اليوم يطرح أكثر من علامة استفهام"، كاشفا أن "أفريد سيستأنف الحكم بعدما قضى رهن الاعتقال 28 يوما منذ تاريخ توقيفه". وزاد قاشا أن "النشطاء الحقوقيين من أصدقاء أفريد حجوا بكثافة لحضور المحاكمة التي تمنوا أن تنتهي بإطلاق سراحه ليعانق الحرية ويرافق أسرته التي كانت تنظره إلى منزله، لكن الحكم بالإدانة فجر غضبهم، ونظموا وقفة احتجاجية للتعبير عن تذمرهم منه، مع تسجيل إنزال أمني ملحوظ بجنبات الوقفة التي رفعت خلالها شعارات مناوئة لحبس أفريد". وسبق للمكتب الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخنيفرة أن نظم بساحة 20 غشت بعاصمة زيان، مساء الأحد المنصرم، وقفة احتجاجية للمطالبة بإطلاق سراح أفريد، شارك فيها قرابة 120 فردا قدموا من عدة مدن مغربية (بني ملال، أبي الجعد، زاوية الشيخ، خنيفرة وآزرو)، وجاءت أيضا تزامنا مع اليوم العالمي لمحاربة الفقر. وتعود أطوار توقيف أفريد إلى صبيحة الخميس 26 شتنبر الماضي، لما كان يزاول نشاطه التجاري بأحد أسواق مريرت بضواحي خنيفرة، فقصده رجل أمن رفقة مراقب، وحررا له مخالفة استعمال الأكياس البلاستيكية (300 غرام من "الميكا")، غير أن نقاشا وقع بين الطرفين أضاف تهمة "إهانة موظف أثناء مزاولة عمله" إلى "مخالفة استعمال الأكياس البلاستيكية"، وانتهت أطوار المتابعة بالحكم عليه ابتدائيا بالحبس النافذ ثلاثة أشهر.