بخياراتٍ متعدّدة يبقى أبرزها تمديدُ بعثة المينورسو في الصّحراء لولايةٍ جديدةٍ، تُعطي وقتاً إضافياً وهامشاً أكبر للتّحرك لمن سيتحمّل مسؤولية إعادة تفعيلَ القناة الأممية بين أطراف النّزاع، تستعدُّ الولايات المتّحدة الأمريكية لطرحِ تصوّرها حول قضية الصّحراء، التي ستدخل مرحلةً جديدة من التّداول الأممي للوصولِ إلى صيغة سياسية توافقية تُنهي الصّراع. وتتّجهُ الإدارة الأمريكية التي لازالت تبحثُ عن خليفة للمبعوث الأممي المستقيل لأسبابٍ صحية، الألماني هورست كولر، إلى توفير الوقت الكافي للمبعوث الشّخصي القادم، من خلال تضمين تمديد عمل البعثة لمدة سنة أي إلى غاية 31 أكتوبر 2020 في ديباجة التّقرير السّنوي لمجلس الأمن الدّولي. وأرخى غياب مبعوث أممي بظلاله على جلسات مجلس الأمن للشهر الحالي، إذ أجمعت مختلف الدول المتدخلة على ضرورة إيجاد حل للجمود الحاصل على هذا المستوى. كما لم تستطع تحركات جيري ماثيوز ماتجيلا، الذي يشغل لفترة محددة منصب رئيس مجلس الأمن الدولي، خلق الفارق داخل الملف. ويرى المحلل والخبير في الشّؤون الأمنية عبد الرحيم المنار السليمي أن الحوار الإستراتيجي المغربي الأمريكي ينعقد بصفة منتظمة، "ما يعني أن العلاقات بين الدولتين تعرف مستوى مرتفعا من التنسيق في القضايا الإقليمية والدولية"، لافتاً الانتباه إلى توصيفين أمريكيين فيهما إشادة قوية بالمغرب وقيادته. التّوصيف الأوّل يتمثّل حسب الأستاذ الجامعي في الإشادة بقيادة الملك محمد السادس ودوره الإصلاحي، والثاني لما تم وصف المغرب بكونه الشّريك المستقر والدّولة المصدّرة للأمن، معتبراً أنّ "هذا التّوصيف يدلُّ على أن المغرب كقوة إقليمية في شمال إفريقيا بات نقطة ارتكاز في الإستراتيجية الأمريكية بشمال إفريقيا ومنطقة المتوسط والقارة الإفريقية". ويتوقّف الخبير عند فكرة مفادها أنّ المغرب "قوة إقليمية تلعب دور توازن إستراتيجي في مواجهة الخطر الجيو ديني والجيو أمني الناتج عن تمدد إيران في شمال إفريقيا، وخطر انتشار الإرهاب بالمنطقة". وبخصُوص قضية الصحراء، يشدّد السليمي على أنّ "المغرب يدافع عن مصالحه العليا، وما تتم مناقشته في هذا الموضوع يجب استنتاجه من الدرجة العالية من التنسيق بين البلدين"، مشيراً إلى أن "الولاياتالمتحدة المكلفة بصياغة قرار مجلس الأمن بخصوص نزاع الصحراء تستشير المغرب في لحظة إعداد مسودة القرار، لأن الحوار الإستراتيجي فيه مصالح المغرب وأمريكا معا". ورصدَ السليمي ما اعْتبرها إشارات أمريكية داعمة لموقف المغرب في ملف الصحراء، سواء في رصد الميزانية المخصصة له بكامل ترابه أو في تحوّل لغة قرارات مجلس الأمن التي صاغتها الولاياتالمتحدة حول نزاع الصحراء، إذ اختفت العديد من الأساطير التي كانت تروج لها البوليساريو والجزائر، وظل مقترح الحكم الذاتي حاضرا في القرارات الأمريكية".