تستعد التنسيقية الوطنية المستقلة للموظفين حاملي الشهادات غير المحتسبة بمكتب التكوين المهني لخوض اعتصام قابل للتمديد، ردا على "عدم حلحلة" الأوضاع داخل الإدارة العامة للتكوين المهني بالعاصمة الاقتصادية، بحيث يُرتقب أن ينظم العاملون اعتصاما يومي 4 و5 نونبر المقبل، بالموازاة مع بعض الأشكال الاحتجاجية الأخرى. القرار سالف الذكر، وفق بيان توصلت هسبريس بنسخة منه، يأتي بسبب "التنصل من كل الاتفاقيات وسن سياسة الهروب إلى الأمام لإقبار ملف هذه الفئة"، في وقت تدعو فيه التنسيقية إلى "التسوية الفورية للملف أسوة بالقطاعات الأخرى"، مستغربة ما تعتبره ب "الظلم والحيف". تبعا لذلك، يستعد أعضاء التنسيقية في المناطق الجنوبية للمملكة بدورهم لخوض اعتصام مفتوح أمام مقر إدارة التكوين المهني في العيون، من أجل الاحتجاج على "تراجع الإدارة عن اتفاق 22 يوليوز 2019، القاضي بحل الملف بشكل جذري"، مؤكدين أن مطلبهم الأوحد يتمثل في "الترتيب وفق أعلى شهادة محصل عليها بأثر رجعي". وتتميز الخطوة الاحتجاجية الحالية للتنسيقية بدخول أعضائها في إضراب عن الطعام طوال فترة الاعتصام، إلى حين الاستجابة لمختلف النقاط المطلبية الواردة في البيانات السابقة، محذرة من "الالتفاف على مطالبها المختلفة"، وداعية المسؤولين الرسميين إلى "احترام حقوق الموظفين في مكتب التكوين المهني". في هذا السياق، يقول سعيد الكمال، المنسق الوطني للتنسيقية الوطنية المستقلة للموظفين حاملي الشواهد غير المحتسبة بمكتب التكوين المهني، إن "قرار الاعتصام جاء بعدما تنصلت الإدارة من كل التزاماتها نحو هذا الملف، وكذلك نتيجة التنصل من كل الوعود التي كان آخرها خلال لقاء 22 يوليوز الماضي، حيث وعدتنا الإدارة بإيجاد حل جذري لهذا الملف الذي قارب تسع سنوات من المعاناة النفسية والمادية". ويضيف الكمال، في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "القرار يأتي بعدما وصل مدى الاحتقان إلى مستوى خطير بين هذه الفئة بسبب الضغوطات النفسية التي أصبح يعيشها جل المتضررين"، ثم زاد مستدركا: "خلال هذه المرحلة، كل المتضررين عازمون على التصعيد بمختلف الأشكال النضالية التي يخوّلها لهم القانون إلى حين تسوية وضعيتهم". وتابع المتحدث مسترسلا: "سنبدأ باعتصام مرفوق بإضراب عن الطعام، فضلا عن أشكال نضالية أخرى متميزة"، داعيا "إدارة مكتب التكوين المهني إلى استحضار الحكمة؛ لأننا جميعا تنتظرنا تحديات كبيرة للنهوض بهذا القطاع الذي ينتظر منه الجميع الكثير، وعلى رأسهم الملك الذي ما فَتِئَ يعطي تعليماته في العديد من الخطابات لوضع خارطة طريق متكاملة لتطويره".