رافق حفل تسليم جوائز الدورة الواحدة والخمسين من جائزة المغرب للكتاب تعبير عن الأمل في زيادة أصنافها حتى تواكب غنى المغرب وتطوُّر الكتاب، فتمنّى المنسق العام للجان الجائزة عبد الله بوصوف إضافة صنف لأدب المهجَر، لأن للمغرب من المبدعين من يحقق أكثر المبيعات في هولندا وفرنسا وإسبانيا، وحصل على أكبر الجوائز، مثل الغونكور، وكل كتاباتهم مستقاة من الموروث المغربي، وتضفي عليه العالمية. واقترحت الأكاديمية نزهة بلخياط، رئيسة لجنة العلوم الاجتماعية بالجائزة، إضافة جائزة أخرى للكتاب الإلكتروني، فيما أوصى الكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد، رئيس لجنة جائزة المغرب للسرد، بتخصيص جائزة للمسرح، لأنه أعرق الفنون وتم إدراجه خطأ في الجائزة ضمن السّرديّات. حسن اعبايبة، وزير الثقافة والشباب والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة، قال في افتتاح الدورة الحادية والخمسين لجائزة المغرب للكتاب، التي نظّمت مساء الجمعة بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية: "هذه مناسبة كبيرة ومهمة نجتمع فيها اليوم على الثقافة التي نحتاجها في بيوتنا وشوارعنا"، مضيفا أن هدف وزارته الأكبر هو "تثقيف الرياضة وترييض الثقافة". ورأى الوزير، في مستهل أنشطته الوطنية بعد تعيينه، أنّ "الرعاية الملكية لجائزة المغرب للكتاب تعبير عن التصنيف المولوي للثقافة ضمن الأولويات الوطنية"، مستحضرا مسار الجائزة الطويل تنظيما وتطويرا، والذي يجعل هذه اللحظة متميزة للإبداع ورفع تحديات المستقبل. وقال الوزير المكلَّف بقطاع الثقافة إنه تتبع هذه الجائزة كأستاذ باحث، وتتبّع ما عرفته من تطور وتوسيع لحقولها، ورفع من قيمتها، وتوسيع للمشاركة في دوراتها، وأضاف أن الوزارة تريد تقريب الثقافة من المواطنين والمبدعين في الجهات بأن تصير الجائزة جهوية ومحلية أيضا، مع تطوير جائزة المغرب للكتاب على المستوى الوطني، حتى تليق بالبلد وسمعته. بدوره قال عبد الله بوصوف، المنسق العام للجان جائزة المغرب للكتاب في سنة 2019، إن اختيار المتوَّجين لم يكن سهلا، وكل الأعمال تستحق أن تتوج، مضيفا أنّ العمل الإبداعي في أصله مجهود فكري ومعرفي يعبر عن الاهتمام بما يعيشه المجتمع، وما يدور فيه من نقاشات يحاول المبدع التعبير عنها. وذكر أمين عام مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج أنّ أكثر من تسعين عملا تستحق التتويج اليوم بجائزة المغرب للكتاب، ولكن الاختيار تمّ بمعايير متعددة، لأنّه لا بد من إيجاد خلفٍ للسلف، من بين أعمال هذه السنة التي تتفاعل مع المرحلة التي نعيشها والحركية المجتمعية حول الحريات الفردية، والتدين، والتنوع في المجتمعات العربية الإسلامية، والأنثربولوجيا؛ لنبني دولة الحق والقانون ومجتمعا حداثيًّا يعيش عصره؛ ثم سجل أن حجب جائزة العلوم الإنسانية تمّ لأن "الأعمال فاقت المستوى". ودعا بوصوف إلى "احتفاء حقيقي بالثقافة طيلة السنة"، مضيفا: "يجب أن تفتَح الجامعات ووسائل الإعلام والمكتبات العامة للمتوَّجين وغير المتوجين من الكُتّاب بهذه الجائزة، مع إدراج هذه الكتابات التي تعبر عن التنوع والتعدد والسلام والعيش المشترك في نصوصنا المدرسية". وفاز برسم الدورة 51 لجائزة المغرب للكتاب في صنف العلوم الاجتماعية مناصفة عملا الكاتبَين عياد أبلال "الجهل المركب - الدين والتدين وإشكالية تغيير المعتقد الديني في العالَم العربي"، وخالد زكري "Modernités arabes - de la modernité à la globalisation"؛ فيما حجب صنف العلوم الإنسانية. وفاز مناصفة ديوانا مصطفى ملح "لا أوبّخ أحدا"، ورشيد خالص "Guerre totale suivie de vols, l'éclat" في صنف الشعر. وفازت في صنف السرد رواية عبد الرحيم جيران "الحجر والبركة"، وفاز في صنف الإبداع الأدبي الأمازيغي كتاب "إيناضان ن واضان" للكاتبة ملعيد العدناني، وفي صنف الكتاب الموجه للطفل والشباب "حورية من السماء" لكاتبه محمد سعيد. وظفر بجائزة صنف الدراسات الأدبية والفنية واللغوية كتاب إبراهيم الحيسن "الكاريكاتير في المغرب: السخرية على محك الممنوع". وفاز بجائزة الدراسات في الثقافة الأمازيغية كتاب "الشعر الأمازيغي الحديث - دراسة في تجربة التأسيس" لأحمد المنادي، فيما فازت في صنف الترجمة ترجمة كتاب الأنثربولوجي حسن رشيق "القريب والبعيد: قرن من الأنثربولوجيا في المغرب" التي أعدّها المترجم حسن الطالب.