يسعى مجموعة من المنعشين العقاريين في مدينة الدارالبيضاء إلى مواجهة اتساع دائرة الركود في القطاع العقاري، في ظل التراجع المتواصل لمبيعات الشقق السكنية، عبر الاتجاه نحو تسويق بقع أرضية. وأقدمت الشركات العقارية على تخصيص جزء من احتياطي وعائها العقاري لتحويله إلى تجزئات سكنية، وتسويقها بأسعار مخفضة تقل بنسبة 30 في المائة عن الأسعار المبدئية. ويأمل أصحاب شركات الإنعاش العقاري من وراء هذه الخطوة تدارك الخسائر المالية التي تكبدوها جراء التراجع اللافت للمبيعات خلال السنوات الأخيرة، خاصة على مستوى السكن المتوسط والفاخر، وبشكل جزئي على صعيد السكن الاقتصادي. ويأتي هذا التحول في إستراتيجية المنعشين في وقت تفاقمت حالة الركود التي يعاني منها القطاع العقاري منذ أزيد من أربع سنوات، خاصة منذ بداية العام الجاري نتيجة مطالبة المصارف المغربية بتسديد أقساط الديون التي تسلمها عدد كبير من المنعشين لتمويل مشاريعهم المتوقفة حاليا. وتعترف الجمعية المغربية للوكلاء العقاريين بوجود أزمة خانقة تعيق نمو القطاع، خاصة في ظل استمرار تراجع حجم مبيعات الشقق السكنية بجميع فئاتها، الاقتصادية والمتوسطة والفاخرة. ويربط خبراء الجمعية هذا التراجع المقلق بمجموعة من العوامل المرتبطة بفقدان الثقة في جودة البناء والتشطيبات النهائية، خاصة بالنسبة للسكن الاقتصادي والمتوسط، إلى جانب ارتفاع الأسعار وعدم ملاءمتها للقوة الشرائية للزبناء. وأثر هذا الركود على عمليات اقتناء الأراضي المعدة للبناء من طرف المنعشين العقاريين، إذ كشفت آخر البيانات الصادرة عن مصالح المؤسسات الحكومية المتخصصة تراجعها بنسبة قياسية تجاوزت 20 في المائة خلال الربع الثاني من سنة 2019. وتأتي هذه المحاولات بعد أن استفاد المنعشون العقاريون بشكل كبير من فترة ازدهار العقار ما بين 2007 و2011، التي حققوا خلالها مبيعات قياسية بأسعار خيالية فاقت حتى توقعاتهم.