"هذا عار هذا عار، الصحة بتغدوين في خطر"، "المرضى ها هما والطبة فينهما"، "وعلاش جينا واحتجنا، الصحة لي بغينا"، بهذه الشعارات انطلقت قبل يومين مسيرة احتجاجية بمركز جماعة تغدوين، تنديدا بما وصفها السكان ب"سياسة الصمت المطبق من قبل المندوب الإقليمي والجهوي لوزارة الصحة". المسيرة الاحتجاجية التي جابت مركز جماعة تغدوين طالب من خلالها المشاركون وزارة الصحة باتخاذ تدابير جدية وعملية لتحسين جودة الخدمات الصحية، عبر توفير المعدات والآليات الطبية وتعيين طبيب رئيسي، وعدد كاف من الأطر التمريضية، لتخفيف الضغط المهني على الأطر الصحية بالمركز الصحي القروي. كما طالب المحتجون بالمداومة بهذا المركز القروي للصحة من المستوى الثاني، مسجلين أنه يغلق أبوابه بعد الساعة الرابعة والنصف، ما يضطر المرضى والنساء الحوامل إلى الانتقال إلى جماعة توامة وأيت أورير ومراكش وتحناوت. وندد المشاركون في هذا الاحتجاج ب"كل أشكال العنف والاعتداءات"، وما نعتوها ب"الحگرة"، مهما كان الطرف الصادرة عنه، كما أدانوا "الفكر العدمي الذي يضرب عرض الحائط كل المجهودات المبذولة في المجال الأمني بالمنطقة"، وأشادوا ب"دور السلطة المحلية في استتباب الأمن"، حسب كلمة ألقيت في ختام المسيرة. ونوهت الكلمة ب"بعض الأطر الطبية التي تقوم بواجبها المهني باحترافية وإنسانية، وفق أخلاقيات المهنة النبيلة ومراعاة لمصالح الوطن والمواطنين". وبالموازاة مع هذه المسيرة التي انتهت بوقفة احتجاجية أمام قيادة جماعة تغدوين، احتجت النقابة الوطنية للصحة (فدش)، أمام المركز الصحي، تضامنا مع ممرضة قيل إنها "تبادلت الضرب والعنف مع سيدة حامل، ما أدى إلى تأجيج الوضع بين سكان المنطقة وبعض الأطر الصحية". مصطفى جادر، المدير الإقليمي للصحة بإقليم الحوز، قال في تصريح لهسبريس تعليقا على ما صدحت به حناجر المحتجين: "عينت طبيبة وغادرت قبل شهور"، مضيفا: "أكثر من 14 مركزا تعاني من غياب طبيب رئيسي، وقد أخبرت الوزارة وأنتظر تعيينات أخرى". وتعليقا على ما جاء على لسان جادر قال محمد بوسالم، المستشار بجماعة تغدوين، في تصريح لهسبريس: "المرض والحاجة إلى الاستشفاء لا يمكن معهما الانتظار"، مضيفا: "على وزارة الصحة أن تتحمل مسؤوليتها في توفير الأطر الطبية والمعدات والوسائل الطبيبة لتوفير خدمات صحية جيدة". وزاد المستشار ذاته: "أحمل المسؤولية لوزارة الصحة، على مستويات عدة، منها أن الخدمات الصحية من أولويات الخطب الملكية، وثانيا لأن أربعة مستوصفات مغلقة بهذه المنطقة الجبلية، ما يشكل هدرا للمال العام"، مشيرا إلى أن "فتحها سيساهم في رفع الضغط عن المركز القروي بمركز الجماعة".