بعد افتتاح ملعب لكرة السلة بمدينة خريبكة، يوم 9 شتنبر المنصرم، ضمن اتفاقية شراكة تجمع بين Act4Community التابعة للمجمع الشريف للفوسفاط "OCP"، والرابطة الوطنية لكرة السلة الأمريكية "NBA"، فتح عدد من نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، منتصف الأسبوع الجاري، نقاشا وأثاروا تساؤلات حول الأسباب التي دفعت القائمين على تدبير شؤون الملعب إلى إزالة المدرّجات وبعض المصابيح، وهي التساؤلات التي قدّمت حولها الجهات المسؤولة عن العملية إجابات في تواصل مع الجريدة. تساؤلات راهنة وانتقادات لاذعة نُشرت ببعض الصفحات "الفيسبوكية" صُور يظهر فيها الملعب خاليا من الكراسي الزرقاء التي أقيمت بمحيط رقعة ملعب كرة السلة خلال حفل الافتتاح، ما أثار موجة من التعليقات التي انقسمت بين فئة تتساءل عن دواعي إزالة بعض تجهيزات الملعب الذي افتُتح قبل فترة قصيرة، وفئة أخرى لجأت مباشرة إلى توجيه الانتقادات اللاذعة إلى الواقفين وراء العملية. وطرحت الفئة الأولى مجموعة من التساؤلات التي تحمل في طياتها عبارات الاستغراب، إذ أشار معلقون إلى أنه من الغريب أن يتم تجهيز ملعب لكرة السلة بين OCP وNBA، وينظم في شأنه افتتاح كبير بحضور مصطفى التراب، الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط، وبعد أيام قليلة تبدأ عملية إزالة المصابيح والكراسي، وما إذا كانت العملية ستشمل باقي التجهيزات الرياضية. أما الفئة الثانية فوصفت الحدث ب"الضحك على ذقون الساكنة عبر إنشاء ملعب من أجل التسويق الإعلامي وتبذير المال العام، في أفق إزالته وحرمان السكان من الاستفادة من خدماته الرياضية والترفيهية، خاصة أن فئة كبيرة من السكان بشكل عام، والرياضيين بشكل خاص، استحسنوا إقدام المجمع الشريف للفوسفاط على تعزيز البنية الرياضية لمدينة خريبكة بملعب بهذا الحجم". وفي المقابل، أوضح أحد المسؤولين عن تدبير الشأن الرياضي بAct4Community بخريبكة أن "مشروع إنشاء ملعب بمواصفات عالمية بخريبكة تأسس على مرحلتين؛ الأولى تمثلت في توفير أرضية للملعب بمستوى عالٍ من الجودة، مع تجهيز الملعب بمدرجات مؤقتة، عبارة عن كراس زرقاء بلاستيكية من أجل استغلالها في حفل تدشين الملعب بهدف التعريف به وبخدماته". تجهيزات مؤقتة وأشغال نهائية وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "كان من المقرر أن تُستأنف باقي مراحل تهيئة المشروع مباشرة بعد تنظيم الحفل المذكور، غير أن أولى الأشغال التي همّت تقوية الإنارة بمحيط الملعب واكبتها ضجة واتهامات بمحاولة تخريب المشروع، ما دفع الواقفين وراء الإصلاحات إلى خفض وتيرة الأشغال من جهة، والحرص على أن يستمر الملعب في تقديم خدماته من جهة ثانية". وأكّد المصدر ذاته أن "المرحلة الثانية التي تمت مباشرتها الآن تتمثل في إزالة المدرجات المؤقتة، من أجل استبدالها بأخرى في مستويات رفيعة تستجيب لشروط ومواصفات ملاعب كرة السلة، وتجهيز محيط الملعب بسياج، وإعادة ترتيب التجهيزات لكي يتضمن الفضاء الرياضي ملعبيْن كبيريْن وملعبيْن صغيريْن، مع إضافة أعمدة ومصابيح ذات جودة عالية لتقوية الإنارة داخل وبمحيط الملعب"، مشيرا إلى أن "إتمام الأشغال بالتجهيزات النهائية سيُمكن من إخراج ملعب مميّز وذي مواصفات عالمية". وأشار المسؤول ذاته إلى أن "الأشغال ستشمل أيضا تعزيز الفضاء الرياضي بتجهيزات السلامة لفائدة المستفيدين من خدماته، وتجهيزه أيضا بكاميرات مراقبة وفق شروط تقنية مضبوطة، واستبدال لوحات السلّة الخشبية بأخرى زجاجية، وترميم الجوانب الإسمنتية للملعب، وصباغة الأرضية المخصصة للحركات التسخينية، على أن تتم في المراحل القادمة إضافة بعض المرافق والألعاب الترفيهية". وشدّد المتحدث ذاته على أن "الإصلاحات لم تمنع الرياضيين والسكان من ممارسة كرة السلة، إذ يعمل الجميع على التوفيق بين استمرار الأشغال والأنشطة في الوقت ذاته، متخذين في ذلك كل الاحتياطات اللازمة لكي تمرّ العمليات في أحسن الظروف، خاصة مع وجود مدرّبين مجنّدين لتأطير مختلف الفئات العمرية الراغبة في ممارسة تلك الرياضة". وعن الأيام القادمة، أوضح المصدر ذاته أنه "بموازاة مع الأشغال المذكورة، يتم العمل الآن على وضع الترتيبات لتنظيم دوري NBA Junior بخريبكة، بمشاركة 30 فريقا مدرسيا، إضافة إلى تنظيم دورات تكوينية في تنشيط وتدريب فرق كرة السلة لفائدة أساتذة التربية البدنية"، خاتما تصريحه بالتأكيد على أن "قيمة المشروع عموما، وجودة الملعب بالخصوص، لن يسيرا إلّا إلى الأمام".