قال رشيد بوليف، مدير الأبحاث في مجموعة الOCP، إن "المجمع يستعين بمجموعة من الأبحاث التطبيقية التي يوظفها في داخل المجموعة بغية تحقيق هدف صفر نفايات"، مضيفا: "نعمل على استخراج مادة أساسية من الغازات التي تفرزها مداخن المصانع تستعمل في صناعة الفليور، وغيرها من الإستراتيجيات التي يطورها المهندسون في المختبرات العلمية". وأضاف بوليف، في حوار أجرته معه جريدة هسبريس الإلكترونية، على هامش الملتقى الدولي الذي يُعنى بطرق الابتكار العالمي حول الفوسفاط ومشتقاته بابن كرير، أن "الملتقى عبارة عن مناظرات تطبيقية تسعى إلى إيجاد الحلول الممكنة لمختلف الإشكاليات التي تعترض شركات الإنتاج"، معتبرا أن "توصيات الملتقى يتم العمل على تطبيقها على أرض الواقع داخل مجموعة الOCP". وأوضح المسؤول عن تنظيم النسخة الخامسة من الملتقى الدولي أن "توصيات الملتقى مكنت مجموعة ال OCP من إنتاج أنواع جديدة من الأسمدة تتجاوز الطرق التقليدية، عبر استعمالها حسب درجة الحرارة أو الفصل الموسمي، إلى جانب مد جسور التواصل مع مختبرات دولية تعنى بالبحوث الدولية الدقيقة في الميدان". إليكم الحوار كاملا: بداية، كيف يمكن توظيف التكنولوجيات الحديثة في صناعة الفوسفاط؟ يلتئم في النسخة الخامسة من الملتقى الدولي المنظم من قبل مجموعة الOCP، الذي يُعنى بطرق الابتكار العالمي حول الفوسفاط ومشتقاته، أزيد من 950 خبيرا يشتغلون في مجال الصناعة الفوسفاطية والتكنولوجيا المتعلقة بالفوسفاط بشكل عام. وتحضر في الملتقى قرابة 86 شركة تتوفر على تجربة عالية في ميدان المناجم، بالنظر إلى كونها تقترح العديد من التكنولوجيات الحديثة التي يمكن بفضلها استخراج الفوسفاط بطريقة أنجح تضمن الجودة والمحافظة على البيئة في آن واحد. تبعا لذلك تحضر تيمة الذكاء الاصطناعي في الملتقى الدولي، خصوصا ما يتعلق بتصفية الإنتاج الفوسفاطي بطريقة سريعة تُساير متطلبات العصر، إذ عملت الشركات على تطوير آليات استخراج الأسمدة بما يضمن استدامة هذه الآليات على أرض الواقع. كما أن الملتقى يعرف أيضا مناقشة طرق الإنتاج باستعمال التكنولوجيا الحديثة ورقمنة النظام الإنتاجي الذي يخصّ الأسمدة، على أساس أن الفكرة العامة للملتقى تروم إيجاد الحلول لمختلف الإشكاليات التي تهمّ القطاع. كيف يعمل المجمع الشريف للفوسفاط على تطوير الابتكار التقني في الميدان؟ مجموعة ال OCP هي المشرفة على تنظيم الملتقى الدولي، إذ أتت بالفكرة التي لقيت ترحيبا دوليا من قبل جميع الفاعلين في ميدان الصناعات الفوسفاطية، على أساس أن الملتقى يسعى بالدرجة الأولى إلى تطوير وابتكار طرق جديدة في الميدان، استنادا إلى البحوث العلمية التطبيقية عوض الدروس النظرية؛ ومن ثمة العمل على استغلال مختلف المختبرات العلمية والأطر داخل المجموعة، بما من شأنه تطوير طريقة إنتاج الفوسفاط بالمغرب. ويتضمن الملتقى نحو 110 مناظرات يلتئم فيها الخبراء والباحثون الدوليون للخروج بتوصيات يعمل المغرب على ترجمتها إلى خطوات عملية؛ ذلك أن المجموعة هي القائد المحوري للابتكار في ميدان الصناعات الفوسفاطية. ما أهمية الذكاء الاصطناعي في تسهيل عملية إنتاج الفوسفاط؟ تتجسد أهمية الذكاء الاصطناعي والرقمنة، خلال الظرفية الحالية، في مساعدة الشركات والمقاولات الفاعلة في الميدان على ضمان السلامة والجودة العالية بشأن الإنتاج؛ ذلك أن هذه المقاولات تجد صعوبة في تسهيل النظام الإنتاجي، خصوصا بعض حلقات الإنتاج التي تحتاج إلى الوقت، ومن ثمة ستساهم هذه الرقمنة في ضمان الإنتاج بطريقة مهنية للغاية، فضلا عن تزويد الشركات بأرقام محددة تخصّ الإنتاج وتسهيل النظام بأكمله، الأمر الذي قد يساعد على تطوير طرق الإنتاج بشكل دوري. كيف تتعاملون مع التوصيات التي تترتب عن النسخ السابقة للملتقى الدولي؟ إن النقاشات التي يتمحور حولها الملتقى عبارة عن مناظرات تطبيقية تسعى إلى إيجاد الحلول الممكنة لمختلف الإشكاليات التي تعترض شركات الإنتاج، عبر الاستفادة من تجارب الخبراء والشركات في ميدان الصناعة الفوسفاطية. هذه التوصيات نعمل على تطبيقها على أرض الواقع داخل مجموعة الOCP، فعلى سبيل المثال لا الحصر استطعنا، بفضل توصيات الملتقى، إنتاج أنواع جديدة من الأسمدة تتجاوز الطرق التقليدية، عبر استعمالها حسب درجة الحرارة أو الفصل الموسمي، إلى جانب مد جسور التواصل مع مختبرات دولية تعنى بالبحوث الدولية الدقيقة في الميدان. في سياق الحديث عن الصناعة الفوسفاطية المستدامة، كيف يتعامل المجمع مع النفايات؟ إن أي صناعة كيفما كان نوعها تعاني من إشكالية النفايات، الأمر الذي يستلزم البحث عن القيمة المضافة التي تشكلها هذه النفايات من خلال عملية إعادة التدوير. نتوفر، اليوم، على عدد من الأبحاث التطبيقية التي نوظفها في داخل مجموعة الOCP، من قبيل استخراج مادة أساسية من الغازات التي تفرزها مداخن المصانع تستعمل في صناعة الفليور، وغيرها من الإستراتيجيات التي يطورها المهندسون في المختبرات العلمية؛ لكن هذه العملية تتطلب سنوات عديدة من البحث العلمي قد تصل إلى ثماني سنوات. لكن عموما نسعى إلى تحقيق هدفنا الطموح المتمثل في صفر نفايات.