تحدث الدولي المغربي أشرف حكيمي، المدافع المعار من ريال مدريد إلى بوروسيا دورتموند الألماني لكرة القدم، عن أسباب اختياره تمثيل أسود الأطلس بدل المنتخب الإسباني، مشيرا إلى أنه شعر براحة نفسية أكبر وبانتماء أكثر للمغرب بسبب دينه وعائلته وجذوره الأصلية. لهذا اخترت ألوان المغرب وقال المدافع المغربي الشاب المتألق بقوة رفقة دورتموند منذ بداية الموسم، أثناء حديثه لصحيفة "أس" الإسبانية، عن سبب اختيار الدفاع عن راية المغرب رغم أنه ترعرع في إسبانيا وتعلم قواعد كرة القدم هناك: "اختيار المغرب في هذا السن كان جيدا بالنسبة إلي. أشعر براحة أكثر عندما ألعب للمنتخب المغربي". وأضاف: "كنت في المنتخب الإسباني لأقل من تسعة عشرة سنة، ولعبت رفقة الفئات السنية للمنتخب المغربي، لقد كان الأمر جيدا في المغرب وشعرت براحة حيال ذلك. لا أعلم كيف سيكون الأمر لو لعبت للمنتخب الإسباني تلك الفترة، لكن من المؤكد أنني أحسست بانتماء أكثر إلى المغرب، بسبب ديني وعائلتي وجذوري هناك.. كان اختيارا جيدا". وبخصوص تألقه مع الأسود وهو في سن صغيرة وخوضه منافسات كبيرة كمسابقة أمم أفريقيا وكأس العالم، أردف حكيمي: "أنا راض عن أدائي مع المنتخب، وأتطلع لتقديم أفضل ما لدي لمنتخب بلادي. أنا شخص واقعي، وأعتقد أنني قادر على أن أكون نموذجا للكثيرين، لقد لعبت مع لاعبين كبار في ريال مدريد وهنا في دورتموند، وهذا يدعو للفخر". ولم ينس اللاعب الجماهير المغربية التي تشجعه وتسانده، سواء مع المنتخب أو الأندية التي يمارس فيها، وخاطبها قائلا: "بالنسبة للشعب المغربي، من الجميل بالنسبة رؤية لاعب مغربي يلعب في هذا المستوى مع فريقه، كما أنه من الجميل أن أقاتل دائما لتقديم نفس المستوى مع المنتخب الوطني". بين الريال ودورتموند وحول المدة التي قضاها رفقة بوروسيا دورتموند ومقارنة الأجواء هناك مع ما عاشه مع الريال، تابع اللاعب: "يجب أن أقول إنني كنت أعرف أنني قادم إلى مكان قد يكون فيه التغيير تحديًا، وأنني كنت أبتعد عن المكان الذي كنت فيه طوال حياتي. دائمًا ما يكون التكيّف مع ثقافة جديدة ولغة جديدة أمرًا صعبًا، لكنني ممتن لزملائي في الفريق وللأشخاص الموجودين بجانبي دائمًا - لقد جعلوا الأمور سهلة جدًا بالنسبة لي.. أنا سعيد حقا هنا". وتحدث اللاعب سالف الذكر مجددا عن عودته إلى ريال مدريد، قائلا: "العودة إلى الريال لا تعتمد علي، يجب على الناديين التحدث، وتحديد القرار المناسب في نهاية الموسم، لن أعتبر عدم عودتي إلى النادي الملكي فشلا، فقد تطورت كثيرا منذ وصولي لألمانيا، ولدي هنا الكثير من الثقة والاستمرارية". وعن مباراة الميرنغي الأخيرة في دوري الأبطال ومعاناته أمام كلوب بروج البلجيكي، أضاف حكيمي: "لم أتحدث مع زين الدين زيدان في الفترة الراهنة، فالكل مركز على موسمه. لقد واجه الفريق مباراة صعبة أمام كلوب بروج، لكنني لست قلقا من وضع مدريد في الدوري. على الفريق أن يلتزم بالكثير من الأمور وعليه بالصبر كذلك. وبخصوص زيدان إنه نموذج يحتذى به بالنسبة لي، إنه لاعب رائع استمر في إظهار أنه مدرب رائع أيضًا. بالنسبة لي، حقيقة أنه طلب إلغاء انتقالي وأراد مني أن أبقى في الريال، وهذا يعني الكثير، إذا كان قادماً من مدرب مثله؛ فهذا يجعلك متحمسًا للعمل بجد أكبر كل يوم". أما عن مستواه اللافت للأنظار في مباراة سلافيا براغ بدوري الأبطال عندما سجل هدفي اللقاء وقاد فريقه إلى الفوز وردة فعل زملائه وماذا قال له المدرب لوسيان فافر بعد نهاية اللقاء، أوضح اللاعب: "أنا سعيد جدًا لأنني كنت قادرًا على مساعدة الفريق لتحقيق الفوز.. إنها مجموعة صعبة، لذلك كان الأمر الرئيسي هو تحقيق نتيجة إيجابية". وتابع "اختارني المدرب في دور أكثر تقدمًا من الناحية الهجومية، وعندما تشعر بالثقة، تحاول دائمًا الدخول لمعترك العمليات بشكل أكبر قدر الممكن. ولحسن الحظ، تمكنت من إخراج الكرة عدة مرات". واستطرد: "في غرفة الملابس، هنأني زملائي.. وهناك نكتة صغيرة وغريبة...هذان الهدفان أهديهما لشريكتي [الممثلة هبة أبوك] والطفل الذي ننتظره.. نتحدث دائمًا قبل المباريات، وقبل هذه المباراة أخبرتها بأنني حريص للحصول على هدف وتخصيصه لهما. حسنا، في النهاية حصلا على واحد لكل منهما". ومن خيتافي، حيث ولد، عبر المغرب، وطن الوالدين، إلى دورتموند، وهل يفاجئه ذلك عندما يفكر في الرحلة التي قام بها، أوضح حكيمي: "هذا ما أردت القيام به.. قررت المجيء إلى هنا لأنني أردت مواصلة التطور كلاعب، والطريق الذي يجب أن تسلكه ليس دائمًا ما كنت تتخيله في البداية..في بعض الأحيان يجب أن تكون لديك تجارب مثل هذه، عليك أن تذهب إلى مكان آخر حتى تتمكن من الوصول إلى المكان الذي تريده؛ في حالتي كان ذلك يعني المجيء إلى ألمانيا، ويجب أن أقول إنه كان رائعًا. أنا ممتن حقًا للفرصة التي أتيحت لي لمواصلة النمو كلاعب وكشخص". حول كرة القدم وحول كرة القدم الألمانية التي تتسم بالسرعة والاندفاع البدني، وهي الصفات التي يملكها اللاعب وكيف ساعد ذلك على تكييفه مع البوندسليغا، أورد اللاعب: "أحضرت طريقتي في اللعب وأفكاري في اللعبة عندما أتيت، لكنني كنت أعلم أيضًا أنه كان علي تحسين الكثير. ومنذ وصولي، شعرت، شيئًا فشيئًا، بأنني في طريق التحسن. لقد انطلقت، وهذا أمر أحتاج إلى القيام به.. ألعب بانتظام وأستمتع وهذا ما كنت أصبو إليه، كل الأشياء يكون لها تأثير حقيقي على ثقتك، وأنا ممتن للنادي والمدربين واللاعبين. هذه الثقة هي ما يسمح لك بالتعبير عن نفسك والخروج هناك واللعب بحرية. أنا الآن أشرف مختلف". وعن المراكز التي لعب فيها والاعتماد عليه كلاعب "جوكر" والمركز الذي يفضله، كان تعقيب حكيمي: "لن أكون قادرًا على إخبارك عن المركز الذي أشعر براحة أكبر فيه. لقد تعلمت الكثير من اللعب على كلا الجانبين وسأواصل القيام بذلك. أعتقد أنها سلسلة حقيقية بالنسبة لي: أي مدرب لديه لاعب قادر على اللعب على كلا الجناحين، شخص متعدد الاستخدامات، يعرف أن هذا يفيد الفريق. عندما أكون على اليمين، فإن الأمر يتعلق أكثر بالوقوف في الجناح والعبور وعندما ألعب على اليسار، تكون للأمر علاقة بالآخرين ومواصلة الكرة للأمام بغية الوصول إلى الهدف. يمكنني أيضًا التصويب عندما أكون على الجانب الأيمن.. لكن من الملاحظ أنني لست في وضع مناسب للقيام بذلك". وبخصوص علاقته مع لوسيان فافر، مدرب دورتموند، وما مدى تشابهه مع زين الدين زيدان قال اللاعب: "لدينا علاقة جيدة حقا، إنه يتطلع دائمًا إلى مساعدتي وعرض مقاطع الفيديو الخاصة بي وتصحيح الأشياء.. إنه يعرف أنني شاب وجائع للتعلم، وأتأكد من الاستماع إليه لأن كل ما يقوله لي صحيح. لديه الكثير من الخبرة ويحاول دائمًا مساعدتي، سواء كان ذلك في التدريب أو في المباريات.. إنه يشبه زيدان تمامًا؛ كلاهما مدربان يرغبان في التحدث إلينا ويتطلعان دائمًا إلى مساعدتنا على التحسن حتى يتمكن الفريق من النمو ككل.. نعم، إنهما متشبهان". وخطف المدافع المغربي إعجاب إدارة بروسيا دورتموند، ما دفعها إلى إبداء رغبتها في الاحتفاظ بخدماته. وكشف حكيمي عن رأيه حول ذلك، معلقا: "هذا دائمًا ما يكون لطيفًا، إذ يتم إخبارك بأنهم يرغبون في استمرارك وبأنك جيد علما أنه لم يمض على وجودك هناك أكثر من عام واحد فقط. هذه الأشياء تتركك تفكر في أنك بصحة جيدة، وأنهم سعداء بك وأنك سعيد معهم أيضًا. لكن هذا قرار لا أعتقد أنه متروك لي. هذا شيء يجب أن يتحدث عنه الناديان مع بعضهما البعض، ومع وكيل أعمالي. سأستمر في العمل لمساعدة دورتموند؛ نأمل أن نتمكن من تحقيق أشياء كبيرة معًا". وعن حظوظ دورتموند للتتويج بلقب الدوري أمام الغريم بايرن ميونيخ، تابع حكيمي: "في العام الماضي كنا في صراع مباشر معهم إلى آخر رمق، كان لدينا موسم رائع وخسرنا اللقب في النهاية. لكن لا يوجد سبب يمنعنا من القيام بذلك هذا العام. نحن نعمل بشكل جيد، لقد هزمنا بايرن في كأس السوبر الألمانية في بداية الموسم، وهذا يدفعنا إلى الأمام.. إنه يوضح لنا أننا نستطيع تحقيق أشياء كبيرة.. هذا ما نحاول القيام به. نأمل أن يكون هذا عامنا". وعن اختياره دورتموند دون بقية العروض، كشف اللاعب عن السبب قائلا: "من بين جميع الخيارات المتاحة أمامي أعتقد أن هذا كان الأفضل، بسبب أسلوب اللعب في الدوري الألماني. لقد تحدثت إلى لاعبين كانوا هنا، مثل بورخا مايورال الذي قضى عاماً في نادي فولفسبورج الألماني.. أخبرني ما كانت عليه كرة القدم هنا، وقال إنه من المؤكد أنني سألعب بشكل صحيح. بالنظر إلى الوراء، أعتقد أنه كان قرارًا جيدًا.. كما أن قدوم باكو ألكاسير في الموسم نفسه كان دعما لي.. نتحدث نفس اللغة وأتينا من نفس البلد..علاقتنا حقا أكبر من زملاء يلعبون لنفس الفريق". ميسي وزيدان وفاتي وحول لقاء برشلونة في دوري الأبطال ونهاية اللقاء بالتعادل السلبي رغم الفرص الخطيرة التي صنعها أصحاب الأرض، قال حكيمي: "لقد خرجت من المباراة بشعور حلو ومر: لقد أدينا أداءً جيدًا، لكننا لم نتمكن من تسجيل الهدف الذي كنا نحتاجه لتحقيق الفوز. كنا سعداء حقًا بالطريقة التي لعبنا بها. دعونا نرى كيف ستتحول هذه المجموعة". وبخصوص انطباعه حول إنسو فاتي، موهبة برشلونة، قال حكيمي: "أحب مشاهدة كرة القدم ورأيته في مباريات أخرى، إنه شاب، وهو يحقق تقدماً جيداً حقاً، إنه لاعب جيد وهو محاط بلاعبين كبار آخرين، ما سيساعده على التحسن.. لم تكن من السهل محاولة منعه وليونيل ميسي وأنطوان جريزمان.. لكننا قمنا بعمل جيد"، وهل سيحتفل لو سجل في مرمى الريال، علق قائلا: "لا، لنكن صادقين. لن أفعل ذلك؛ أنا لست من هذا النوع من اللاعبين، إنه ناد بمثابة منزلي، وهو النادي الذي قدم لي الكثير، وهو الذي منحني الفرصة لأكون لاعب كرة قدم؛ سأكون دائمًا ممتنًا لريال مدريد، وجوابي لن أحتفل أبدا لو سجلت أمامهم". وعاد حكيمي للحديث عن سنته الأولى مع الريال وتحقيقه لقب دوري الأبطال موازاة مع عدم الاعتماد عليه كثيرا، وقال: "أخذت إيجابيات وسلبيات من الموسم؛ لقد كانت سنة صعبة، رغم أننا فزنا بالبطولات الكبرى. لقد أتيحت لي الفرصة لأول مرة في لاليغا، وفي أكبر مسابقة للأندية، دوري أبطال أوروبا، حيث ألعب مع كبار اللاعبين، ليس كما كنت أتوقع أن ألعب.. كنت على دراية بدوري، لقد جئت للتو من فريق كاستايا وكنت هناك للمساعدة، وكلما احتاج المدرب إلي سأكون مستعدًا". وبخصوص استقالة زيدان من منصبة بعد تتويجه بلقب دوري الأبطال، علق مدافع الأسود قائلا: "لم أكن أتوقع ذلك على الإطلاق، اعتقدت أن ريال مدريد كان مثل موطنه- ومن الواضح أنه كذلك... بعد كل شيء، فقط انظر إلى الطريقة التي عاد بها عندما احتاج النادي إليه..فوجئت بأنه غادر.. لم أتوقع ذلك، وبعد ذلك بفترة قصيرة غادر كريستيانو أيضا، نعم كانت تلك مفاجأة أخرى.. لم أسمع شيئًا عن ذلك في نهاية الموسم.. عندما تم الإعلان عن الصفقة قلت: "لا أستطيع أن أصدق ذلك". وعن ردة فعله كمشجع لفريق ريال مدريد بخصوص الطريقة التي انهار بها الفريق في الموسم الماضي، قال: "التوقعات في ريال مدريد مرتفعة دائمًا. إنه نادٍ يسعى دائمًا إلى تحقيق الحد الأقصى وقد أفسد الناس قليلاً بفوزه بالكثير من الجوائز على مدار العام. لذلك عندما تمر مدريد بعام دون أن تفوز بأي شيء فإنه يعتبر كارثة.. لقد مروا بسنة سيئة، لكن عليك أن تتحلى بالصبر، هؤلاء هم نفس اللاعبين الذين حققوا النجاح، مع القليل من التغيير سوف يعودون"؛ وفور سؤاله عن مارسيلو، سيرجيو راموس، كريم بنزيما، لوكا مودريتش، وهل يعتقد بأنه جيل ربما أمضى يومه، أوضح رأيه قائلا: "لا لا، على الإطلاق. إنهم لاعبون مستعدون دائمًا لتقديم ما لديهم، وقد أظهروا أشياء لا يمكن طمسها..يمكنهم الالتفاف غدا والفوز بدوري أبطال أوروبا آخر". وعن رأيه في صديقه حكيم زياش وهزمه للريال مدريد بملعب البرنابيو بأربعة أهداف لهدف واحد، قال: "لقد شاهدت المباراة، لكنني لم أتحدث معه كثيراً..إنهم مجموعة رائعة، لقد حققوا نجاحًا رائعًا وكان موسمهم رائعا بشكل لا يصدق". وحول هزيمة الريال أمام باريس سان جيرمان هذا الموسم، وهل تابع المباراة، علق بالقول: "نعم، لقد تمكنت من ذلك لأننا لعبنا في اليوم السابق. باريس سان جيرمان فريق كبير، أي شيء يمكن أن يحدث، وعليك أن تتحلى بالصبر. أعرف أن ريال مدريد هو ريال مدريد، لكن هناك أيضًا فرقا جيدة أخرى في تلك الليلة، ورأينا ذلك. عندما تخسر هناك انتقادات وعندما تفوز يعود كل شيء إلى طبيعته..عليهم التزام الهدوء".