عبر المدير التنفيذي للشبكة العالمية لمتاحف الماء الإيطالي إريبيرتو إليس EULISSE ERIBERTO عن كون متحف محمد السادس يعد أنموذجا يُحتذى به في الثقافة المائية. جاء ذلك عقب لقاء عقده بنيودلهي مع ممثلي الحكومة الهندية للتشاور حول إحداث متحف وطني للماء بالهند، حيث اقترح على ممثلي الحكومة الهندية القيام بزيارة استطلاعية لمتحف محمد السادس بمراكش، وهو الاقتراح الذي لقي استحسانا من طرف المعنيين، الذين قرروا القيام بزيارة رسمية لمتحف مراكش قبل نهاية سنة 2019 للاستفادة من التجربة المغربية الرائدة في هذا المجال، وفق ما ورد في بلاغ للمتحف ذاته توصلت به جريدة هسبريس. وحسب مضمون البلاغ، فقد كان لإريبيرتو إليس تواصلٌ جاد ومسؤول بهذا الخصوص مع مدير متحف محمد السادس لحضارة الماء بمراكش عبد النبي المندور، الذي أبدى استعداده التام للتعاون مع كل الجهات المعنية بتنمية الرصيد المائي، وحفظ تاريخه وفق القوانين الجاري بها العمل في المملكة المغربية. جدير بالذكر أن متحف محمد السادس لحضارة الماء بمراكش حريص على نقل التجربة المغربية في حفظ الذاكرة المائية، حيث انخرط ابتداء من شهر يونيو 2019، بصفته عضوا في الشبكة العالمية لمتاحف الماء، المعروفة اختصارا ب WAMU-NET، والتابعة لبرنامج UNESCO-IHP، وكان ذلك على هامش المؤتمر الثالث للشبكة، الذي انعقد بفالنسيا الإسبانية خلال شهر يونيو 2019، والذي حضره مدير متحف محمد السادس لحضارة الماء بالمغرب، الذي أشار في كلمة ألقاها إلى أن المتحف معلمة وطنية متميزة تُعنى برصد علاقة أهل المغرب بالمياه عبر تاريخهم العريق، ومدى تفننهم في استثمارها بما يعود بالنفع العميم على مختلف القطاعات الحيوية، وفق تعبير البلاغ. ويعد متحف محمد السادس لحضارة الماء، أول معلمة متحفية متخصصة في تاريخ وحضارة الماء بالمغرب، من شأنه الإسهام في ترسيخ الوعي بقيمة الماء وتغيير نظرة الناس إليه، وكيفية التعامل معه، وإدراك قيمته النابعة من عراقة أساليب جلبه وتسييره وتوزيعه بالمدن العتيقة، وكذا بالبوادي، عبر تقنيات بالغة في الدقة والتنظيم المحكم على مدى تاريخ طويل من حضارة المغرب. كما يبرز هذا المتحف، المنجز من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على مساحة إجمالية تصل إلى 20 ألف متر مربع، آثار عبقرية المغاربة انطلاقا من التعريف بالدور التاريخي للأوقاف في تدبير الماء.