يعتبر العلاج الإشعاعي من أكثر وسائل علاج مرض السرطان شيوعا، ولكن من عيوب هذا الأسلوب العلاجي أنه قد يتسبب في حدوث مضاعفات في أنسجة سليمة بالجسم، قريبة من أماكن الأورام السرطانية التي يتم تعريضها للإشعاع. وتشير الدراسات إلى أن تحديد الأعضاء المهددة بمخاطر التعرض للإشعاع بواسطة صور الأشعة المقطعية، هو عملية شاقة تتطلب مجهودات كبيرة من الأطباء. ومن هذا المنطلق، توصل خبراء وباحثون في مجال الكمبيوتر بجامعة "كاليفورنيا إيرفن" الأمريكية إلى تقنية جديدة تسمح باستخدام الكمبيوتر في قراءة صور الأشعة المقطعية بهدف تحديد درجة الخطورة التي تتعرض لها أنسجة الجسم جراء التعرض للإشعاع بواسطة معادلة خوارزمية للتعلم العميق. ونقل الموقع الإلكتروني "تيك إكسبلور"، المتخصص في مجال التكنولوجيا، عن الباحث تشياو هوي تشي، أستاذ علوم الكمبيوتر بالجامعة، قوله: "باستخدام هذه التقنية، يمكن التوصل إلى النتيجة في غضون ثوان محدودة، في حين أن هذه المهمة تستغرق من الطبيب حوالي نصف ساعة". وأكد تشي أن درجة دقة التحليل التي تتوصل إليها المنظومة الإلكترونية تتجاوز 78 بالمئة، وهو تحسن ملموس عن نسبة دقة النتائج التي يتوصل إليها أطباء علاج السرطان بالإشعاع". وتركزت الدراسة الجديدة على منطقة الرأس والرقبة نظرا لتعقد التركيب التشريحي في تلك المنطقة وكثافة الأعضاء الموجودة في هذا الجزء من جسم الانسان، علاوة على أن توجيه الإشعاع بشكل غير مقصود في هذه المنطقة من جسم المريض قد يؤدي إلى مضاعفات مثل صعوبة في فتح الفم أو تدهور القدرة على الإبصار أو السمع. وفي البداية، تقوم منظومة الذكاء الاصطناعي بالتعرف على الأعضاء الحيوية في المنطقة المراد تعريضها للإشعاع، ثم تستخلص الصور التي تركز على هذه الأعضاء الحساسة. ويقول تشي إن "منظومة التعلم العميق التي طورناها تعزز بشكل كبير القدرة على قراءة وتحليل صور الأشعة المقطعية بما في ذلك الصور الأقل وضوحا".