انتظار التصفيات الحاسمة وتتويج صاحب الحنجرة الذهبية في الحلقات الأخيرة من برامج اكتشاف المواهب، حلم عدد من المواهب الغنائية المغربية المحترفة التي لم تجد طريقها بعد نحو النجومية، وفرصة بالنسبة إليها لتحقيق ذلك. ظهور الفنان المغربي رضوان الأسمر في الحلقة الثانية من مرحلة "الصوت وبس" من برنامج "ذا فويس"، وإعلان الفنانة ليلى البراق مشاركتها في الموسم الحالي من البرنامج ذاته، حدثان خلقا ردود فعل متباينة، اعتبرت بعضها أن "إمكاناتهما الصوتية تتجاوز التسابق على نيل اللقب والبحث عن الشهرة من نافذة هذا النوع من البرامج". سارة تبات، مسؤولة العلاقات العامة، علقت على الانتقادات الموجهة إلى الفنان المغربي بالقول: "فئة عريضة من الجمهور لم يرقها مشاركة الأسمر في برنامج ذا فويس، لأنه أكبر من موهبة صاعدة ويعتبر فنانا محترفا، وأنا أتفق معهم في ذلك، لكن لو أتيحت له الفرصة في بلده، لكان حاضرا كضيف وليس كمشارك". وأضافت "الماندجير" السابقة للأسمر، في تصريح لهسبريس، قائلة: "اشتغلت معه لمدة سنتين، وعند التفاوض مع مسؤولي المهرجانات والتظاهرات عن المبلغ، يقترحون عليه مبالغ هزيلة جدا بدعوى أنه لا يتمتع بشهرة كبيرة، وفي الكثير من الأحيان أبعث أغانيه إلى الإذاعات وترفض بثها للسبب ذاته، لذلك كان لا بد من هذه الخطوة ليحظى بالمكانة التي يستحقها". وأبهر المغني والملحن رضوان الأسمر لجنة تحكيم "ذا فويس" بأدائه لموال من الفلكلور المغربي استطاع من خلاله أن يشعل المسرح بجمال صوته وحضوره المتميز ويهز الكراسي الأربعة لكل من المغني المصري محمد حماقي، والفنانة الإماراتية أحلام شمسي، والفنان اللبناني راغب علامة، و"الديفا" المغربية سميرة سعيد. الفنانة ليلى البراق هي الأخرى فاجأت متابعيها بإعلان مشاركتها في الموسم الخامس من برنامج "ذا فويس"، وتحفظت عن كشف تفاصيل مشاركتها إلى حين بث الحلقة، وعلقت على ذلك بالقول: "كنت أرغب من خلال مشاركتي أن أبلغ الأغنية المغربية بشكلها المختلف وببصمتي الخاصة إلى العالم العربي". وتعقيبا على ذلك، اعتبر خالد الشاوي، أستاذ للموسيقى باحث فني، أن "هذا النوع من البرامج أصبح الطريق السهل من أجل تحقيق الشهرة في ظل تحكم الأرقام ونسب المشاهدة والجيوش الفنية في السوق الفنية"، وأضاف أن "إقدام فنانين محترفين من عيار الأسمر على المشاركة في هذا النوع من البرامج ليس بحثا عن اكتشاف موهبة أو صقلها، بل هو سعي نحو الوصول إلى فئة جماهيرية أوسع". وأورد الشاوي، في حديث لهسبريس، أن "صناعة النجم في المغرب أصبحت شبه مستحيلة، وذلك لضعف الإنتاج والتكاليف الباهظة للترويج للعمل ومواكبته"، مشددا على "ضرورة توفير المغرب لقنوات إعلامية متخصصة لتعزيز صورة الفنانين المغاربة وطنيا ودوليا، والنأي عن المحسوبية والزبونية اللتين تطبعان المجال".