غالبا ما يقوم أصحاب الهواتف الذكية بتثبيت الكثير من التطبيقات على أجهزتهم الجوالة أكثر مما يستخدمونه بالفعل، غير أن الخبراء يحذرون من مخاطر التطبيقات غير الضرورية على خصوصية البيانات. وقال ألكسندر فوكشيفيتش، من شركة أمان تكنولوجيا المعلومات أفيرا، إنه يمكن للتطبيقات أن تؤثر سلبا على أداء الهاتف الذكي تبعا لموديل الجهاز. وأضاف قائلا: "عندما يقوم المستخدم بتثبيت التطبيقات، فيجب أن يضع في اعتباره، أنها تقوم بالكثير من خدماتها في الخلفية؛ فمثلا تقوم تطبيقات الطقس والأخبار بالاستعلام عن التغييرات والتحديثات باستمرار". ويحدث ذلك مع التطبيقات، التي لم يتم فتحها أو التي لا تظهر في مدير المهام، وعند وجود الكثير من التطبيقات، التي تعمل في الخلفية، فإن ذلك يؤدي إلى إبطاء وتيرة عمل الهاتف الذكي والتأثير سلبا على فترة تشغيل البطارية. وغالبا لا يكون المستخدم على دراية بالبيانات، التي يمكن للتطبيقات الوصول إليها في الخلفية. وأوضح كريستيان فونك، من شركة أمان تكنولوجيا المعلومات كاسبرسكي لاب، أن هناك بعض التطبيقات تحاول الوصول إلى البيانات، التي ليس لها علاقة بوظائفها، مثلا عندما يحاول تطبيق الكشاف الوصول إلى جهات الاتصال المخزنة على الهاتف الذكي. وحذر كريستيان فونك من خطورة ذلك؛ حيث يمكن أن تصل المعلومات الشخصية إلى أطراف ثالثة، ويتم استغلالها في الأعمال الإجرامية، فمثلا يمكن إساءة استعمال بيانات جهات الاتصال الخاصة في جعل رسائل التصيد تبدو أكثر واقعية، وتجعل المستخدم يقوم بفتح المرفقات أو بالنقر على الروابط المشبوهة في الرسائل تصيد البيانات. أذونات التطبيقات وينصح الخبراء المستخدم بضرورة التفكير في نوعية التطبيقات، التي يسمح لها بالوصول إلى البيانات، ولا يتم ذلك بدون الحصول على أذونات، فمثلا إذا كان المستخدم يعتمد على تطبيق لفلترة الصور، فإنه يحتاج إلى أذن للوصول إلى الصور الخاصة به. ويتعين على المستخدم مراعاة أن هناك فروق مهمة بين هواتف أندرويد وأجهزة أبل آيفون فيما يتعلق بالأذونات؛ فعند تثبيت التطبيق على هواتف أندرويد فإنه يتم الموافقة على جميع الأذونات دفعة واحدة أو يمكن إلغاء تثبيت التطبيق، في حين يمكن للمستخدم الموافقة على الأذونات على حدة عند تثبيت أحد التطبيقات على هواتف آيفون. ويتعين على أصحاب هواتف أندرويد التحقق من أذونات التطبيقات بعد تثبيتها في قائمة الإعدادات تحت بند "التطبيقات" و"أذونات التطبيقات"، وتصحيحها إذا لزم الأمر، ويمكن التحقق من أذونات التطبيق بشكل لاحق أيضا مع هواتف آيفون عن طريق قائمة الإعدادات تحت بند "الخصوصية". ولكن بعض مطوري تطبيقات أندرويد يتخطون نظام الأذونات؛ حيث أظهرت نتائج دراسة أجراها الباحثون في المعهد الدولي لعلوم الكمبيوتر (ICSI) في ولاية كاليفورنيا الأمريكية أن هناك العديد من التطبيقات تقوم بجمع بيانات المستخدم، على الرغم من تقييد الوصول إلى هذه البيانات. وأوضح ألكسندر فوكشيفيتش قائلا: "تتمتع التطبيقات مع خوادم أندرويد بقدرة أكبر للوصول إلى البيانات المخزنة على الجهاز مقارنة بهواتف آيفون". ولذلك يتعين على المستخدم توخي الحرص والحذر عند اختيار التطبيقات وتثبيتها مع ضرورة تنزيلها من مصادر موثوق فيها مثل متجر جوجل بلاي. تنظيف الهاتف بالإضافة إلى ذلك، يتعين على المستخدم تنظيف الهاتف الذكي من التطبيقات، التي لا يحتاج إليها، بانتظام، ليس لدواعي الأمان فحسب، بل لأنه كلما زاد عدد التطبيقات المثبتة، زاد عدد الإشعارات، التي تظهر الشاشة الرئيسية. وينصح الخبراء بفرز التطبيقات غير الضرورية حسب الاستخدام، وإيقاف الإشعارات وتجميع أيقونات التطبيقات على الشاشة الرئيسية في مجلدات. وأشار كريستيان فونك إلى أنه يجب التعامل مع الهاتف الذكي باعتباره صندوق أدوات؛ حيث يجب التخلص من التطبيقات، التي لا يتم استعمالها. وأضاف الخبير الألماني قائلا: "من المستحسن إجراء عملية جرد بانتظام"، ناصحا بإزالة التطبيقات، التي لم يتم استعمالها طوال الشهر الماضي، وذلك من خلال الضغط على أيقونة التطبيق لفترة طويلة نسبيا، ثم سحب الأيقونة إلى زر "إزالة"، وفي هواتف آيفون يتم النقر على علامة «X»، التي يظهر على أيقونة التطبيق.