تستمرُّ معاناة ساكنة قصر آيت زكان، قيادة ألنيف، بإقليم تنغير، من نُدرة الماء الشَّروب، ما دفعها إلى جمع توقيعات طلبا ل"تدخُّلٍ عاجل لوضع حلّ لهذا المشكل بشكل جذري". وسبق أن وجّهت ساكنة قصر "آيت زكان" بقيادة ألنيف، التابعة لإقليم تنغير بالجنوب الشّرقي للمملكة، شكاية إلى وزير الداخلية حول معاناتها من نُدرة الماء الصالح للشّرب، موضّحة أنّها جمعت توقيعاتٍ "بعد نفاد صبرٍ طال أمدُه، وطول معاناة لا تريد أن تنتهي أمام قلّة الماء الصّالح لشّرب في الدوّار، علما أن الحياة الإنسانية لا تستقيم بغيابه". ووضّحت الساكنة، في الشكاية التي توصَّلَت جريدة هسبريس الإلكترونية بنسخة منها، أنّ معاناتها من نقص حادٍّ في الماء الصّالح للشّرب تتفاقم كلّما حلَّ فصل الصّيف، حين يزيد عدد ساكنة القصرِ نتيجة دخول أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والزوار من داخل المملكة. وذكر نصّ الرّسالة أن "ذنب سكان قصر آيت زكان الوحيد، ربّما، هو أنّهُم يكِنّون لهذه الرّقعة ووطنهم العزيز حبّا يجعلهم لا يستطيعون العيش خارجَه"، وزاد: "إنّنا نعيش وضعا مُزريا، وسئمنا الحلول التّرقيعيّة التي تمدُّنا بالصّهاريج المتحرِّكَة، والاصطفاف كلّ يوم من أجل قطرة ماء في أيّام الأعياد والمناسبات". وتحدّثت السّاكنة عن كونها "لم تعد تحِسُّ بكرامتها في ظل هذا الاستهتار بحقٍّ من الحقوق الأساسية لكلِّ مواطنٍ مغربيّ دون تمييز"، راجية من وزير الداخلية "التّدخّل السّريع من أجل وضع حدّ لهذا المشكل، وإيجاد حلٍّ جذري يحفظ كرامتها، ويؤمّن لها مياها صالحة للشّرب طيلة السّنة". ووضّح فاعل جمعوي من أبناء المنطقة أن "ساكنة "آيت زكان" عانت هذه السنة، على غرار السنوات الماضية، نتيجة قلة ماء الشرب، رغم ما شهدته المنطقة العام الماضي من أمطارٍ، وجريان "وادي الرك" الذي يمرّ بمحاذاة أغلب قصور ألنيف؛ ما دفع شباب القصر إلى مراسلة الجهات المعنية". وشدّد المتحدّث، في تصريح لهسبريس، على أنّ "أكثر قصرٍ متضرّر من مشكل قلّة الماء الصّالح للشّرب، الذي عمَّرَ كثيرا في قصور ألنيف، هو قصر "آيت زكان"، ما جعل ساكنتَه لا ترى حلّا جذريا إلا في ربط المنطقة بشبكة الماء الصالح للشرب الآتية من سدّ الرشيدية أو السد الجديد الذي يبنى حاليا بتامتتوشت؛ لأن المنطقة تعاني من فترات جفاف طويلة". وذكّر الفاعل الجمعوي بأنّ "سدَّ تامتتوشت"، الذي يشيَّد في وادي تودغى بتنغير، يشكّل "مشروعا إستراتيجيا لحل هذا المشكل بالمنطقة ككلّ"، مجملا بأنّ "الأوان آن ليبدأ المسؤولون في ربطِه بشبكة الماء الصالح للشُّرب، وألا ينتظروا استكمال بنائه ليبدؤوا في حلّ مشكل المياه".