"أنحدر من دوار أيت عبد الله، تزوجت منذ 20 سنة، وكان أملي أن أعيش حياة زوجية هانئة؛ لكن كل أحلامي تبخرت، فعشت لسنوات في كوخ بالجبل بعيدة عن الناس قبل اختياري الانتقال للعيش داخل هذا الكهف، الذي يفتقر لأبسط شروط الحياة الكريمة، حتى أتمكن من بيع الخبز لإعالة أطفالي"، هكذا لخصت منى النور لهسبريس، وهي تذرف الدموع، قصة حياتها، رفقة أطفالها الأربعة، منذ خمس سنوات، داخل كهف يوجد ضاحية حي القصبة بمدينة إيموزار كندر. رحلة معاناة من الكوخ إلى الكهف "فقدت إحدى بناتي، وهي تبلغ من العمر 13 سنة، عندما كنت أقيم في كوخ بالجبل بسبب معاناتها من مرض في القلب. لقد كانت تستعد، ذات صباح، للذهاب إلى المدرسة فتوفيت فجأة وهي تنادي علي: أمي أمي، فلم يعلم الناس بوفاتها إلا بعد ساعات لوجود بيتي بعيدا عنهم، بينما فارقت ابنتي البكر الحياة قبلها، وعمرها 16 سنة، في المستشفى إثر إصابتها بمرض السرطان"، هكذا تذكرت الأم منى فصلا من قصة حياتها الحزينة التي روتها لهسبريس. "ليس لي مكان آخر أذهب إليه بعد أن وجدت نفسي بدون معيل حين اختار زوجي التنكر لمسؤولية إعالة أسرته"، توضح الأم منى، مشيرة للجريدة إلى أنها رفعت دعوى طلاق من زوجها الذي قالت بأنه لا يكتفي فقط بالامتناع عن النفقة على أبنائه وغيابه لمدة طويلة دون أن يسأل عنهم، بل لا يتوانى في الاستيلاء على ما تدخره من مال. وأضافت أم الأطفال الأربعة: "لم أعجن الخبز لبيعه منذ مدة، لكوني لا أتوفر على المال لأشتري الدقيق والغاز، وأكتفي بتغذية أبنائي خبز دقيق الشعير الذي ترفض ابنتي الصغرى تناوله، فترميه على الأرض.. هذه هي حياتي، كلها آلام ومعاناة، لقد كان والدي يساعدني ويحميني، لكن بعد وفاته منذ 7 أشهر زاد وضعي سوءا، وتحولت حياتي إلى معاناة بلا حدود". هلع متواصل من السكارى والجرذان "منذ استقراري في هذه المغارة، لم أذق طعم النوم بسبب الخوف من القوارض والجرذان الكثيرة التي تخرج من جحورها ليلا وتتسلل إلى داخل الكهف، فأخاف أن تنهش أطفالي وتعرضهم لمكروه"، توضح الأم منى النور. كما أشارت المتحدثة إلى أن صخب السكارى، الذين يختارون جوار الكهف الذي تقيم فيه لمعاقرة خمرهم، يزيد من شعورها، رفقة أطفالها، بالخوف والإزعاج حين يسدل الليل ستاره. وأضافت أم الأطفال الأربعة وهي تحكي قصصها المرعبة مع زوار الليل: "هاجمني مؤخرا شخص مخمور، فبدأ يقرع باب الكهف بقوة، فرجوته بأن يتركني في سلام وأنا أرتعش خوفا من أن يتمكن من دفع الباب؛ لكن بعد محاولاته الفاشلة انسحب من المكان، وهو يتفوه بكلام ساقط، تاركا إياي وأبنائي في رعب شديد". الأم منى، التي تحلم بالعيش ولو في غرفة واحدة آمنة وسط الجيران، أشارت لهسبريس إلى أن ابنتها الكبرى خديجة، ذات 15 ربيعا، كانت تواسيها وتحلم بأن تشتري لها منزلا كبيرا حين تنهي دراستها وتحصل على وظيفة؛ لكن ابنتها هاته اضطرت، مع انطلاق الموسم الدراسي الحالي، إلى التوقف عن مواصلة الدراسة من مستوى التاسعة أعدادي. وأوضحت أم الطفلة خديجة أن ابنتها، التي اشتغلت الصيف المنصرم بإحد مقاهي عاصمة التفاح، تبخر حلمها في الحصول على وظيفة بعد انقطاعها عن الدراسة، لمساعدتها على إعالة أطفالها الثلاثة الآخرين، خديجة صاحبة 6 سنوات، ومحمد ذو 10 ربيعا، وفاطمة التي تكبر شقيقها بعامين. للتواصل مع الأم منى النور، هذا رقم هاتفها الشخصي: 0611049417