صارت مدينة الدارالبيضاء أشبه بمقبرة ترقد فيها مختلف المشاريع الكبرى التي طال انتظارها من لدن الساكنة، غير أنها تعثرت لأسباب مختلفة، ومن ثمة لم تر النور بعد، الأمر الذي تسبب في استياء المسؤولين بالمجلس الجماعي أيضا، بغية تدارك التأخر الحاصل في المشاريع المؤثثة للعملاق الاقتصادي، لاسيما في ظل الغضبة الملكية التي تطال بعض المسؤولين بين الفينة والأخرى بالقطب المالي. أولى هذه المشاريع المتأخرة هي المسرح الكبير للدار البيضاء، الذي كان يُفترض أن يُفتح أمام العموم خلال الموسم الفارط، والأمر نفسه ينطبق على حديقة الجامعة العربية التي مازالت الأشغال مستمرة بها، بعدما خصصت لها ميزانية قدرها مائة مليون درهم، وكذلك قبة الكرة الأرضية الكائنة بساحة الأممالمتحدة، والتي رصدت لها ميزانية تناهز 11.5 ملايين درهم. ومن بين المشاريع موقوفة التنفيذ أيضا بالعاصمة الاقتصادية مشروع غابة بوسكورة مرشيش، الذي تصل تكلفته المالية إلى 110 ملايين درهم؛ علاوة على دار الشباب ابن مسيك (12 مليون درهم)، وكذلك المركز الجهوي للموسيقى وفن الرقص "لارميطاج"؛ فضلا عن إعادة تأهيل السوق المركزي بعمالة مقاطعات الدارالبيضاء آنفا. كما عجزت شركة الدارالبيضاء للتهيئة عن الانتهاء من أشغال تأهيل الطرق والمحاور الكبرى بالمدينة، والتي خصصت لها ميزانية مالية تبلغ نحو 2480 مليون درهم، إذ تغرق الحاضرة الاقتصادية في فوضى طرقية، تتسبب في تعثر الجولان، لاسيما خلال أوقات الذروة؛ إلى جانب تأخر أشغال "كورنيش المحمدية"، وغيرها من المشاريع التي فرض عليها التعثر. يشار إلى أن شركة الدارالبيضاء للتهيئة هي المُشرفة على إنجاز المشاريع العمرانية والتنموية بالمدينة، إذ تنجز المشاريع الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية أو البيئية بوصفها صاحب المشروع أو كصاحب مشروع منتدب، أو كمساعد صاحب المشروع، غير أن مختلف هذه المشاريع عرفت تعثرا في وتيرة إنجازها، ما تسبب في غضبة ملكية على المسؤولين بالمدينة. وعجلت المشاريع المتعثرة التي تعرفها العاصمة الاقتصادية برحيل والي جهة الدارالبيضاء السابق، عبد الكبير زاهود، الذي لم يمض على مكوثه بهذا المنصب سوى أقل من سنتين؛ ليتم تعويضه بسعيد أحميدوش، المدير العام الأسبق للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.