عرفت عدة مناطق بإقليم تنغير، مساء أمس الجمعة، تساقطات مطرية استثنائية، وهو ما أدى إلى ارتفاع منسوب مياه عدد من الأودية الكبيرة بالمنطقة، خصوصا الوادي القادم من منطقة تمتتشوت وتودغى، والذي يشق واحة تودغى، وصولا إلى حارة المرابطين. ارتفاع منسوب مياه "واد تودغى" إلى أعلى مستوياته فرض على ساكنة عدد من المناطق السكنية عزلة تامة منذ مساء أمس إلى حدود صباح اليوم السبت؛ فيما عاشت ساكنة بعض المناطق، خصوصا ساكنة حارة المرابطين، ليلة بيضاء خوفا من انهيار منازلها أو تكرار سيناريو فيضانات 2014. ووفقا لما أوردته مصادر حقوقية من تمتتشوت فإن السيول الجارفة التي عرفتها المنطقة الليلة الماضية تسببت في انهيار بعض المنازل الطينية، وتسجيل خسائر فادحة في المجال الفلاحي، ونفوق بعض رؤوس المواشي؛ فيما لم تسجل إلى حدود الساعة خسائر بشرية. كما تعرضت الشبكة الطرقية بدورها لأضرار كبيرة، نتيجة قوة السيول الجارفة غير المسبوقة. كما تعرضت الأراضي الفلاحية الواقعة على طول واحة تودغى، وصولا إلى حارة المرابطين، لخسائر كبيرة، نتيجة إتلاف المحاصيل والمنتجات الفلاحية. الفيضانات ذاتها استنفرت جميع الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية والوقاية المدنية التي عاشت مع الساكنة ليلة بيضاء، إذ عملت على إنقاذ شخصين كانا محاصرين وسط الوادي؛ كما عملت على تنظيم حركة المرور ومنع السيارات من عبور الوادي أو الاتجاه نحو تودغى لخطورة الوضع. بدوره قام حسن الزيتوني، عامل الإقليم، في الليلة ذاتها، بزيارة مجموعة من النقط التي غمرتها السيول الجارفة، والوقوف إلى جانب المصالح المعنية من أجل تفادي تسجيل خسائر بشرية. ودعا عامل الإقليم السلطات المعنية إلى ضرورة تشكيل لجان ليلية بكل المناطق المهددة بالفيضانات، لمساعدة المواطنين والوقوف بجانبهم، وفق ما أكده مصدر مسؤول. وأضاف المصدر ذاته، في اتصال بهسبريس، أن مصالح عمالة تنغير والوقاية المدنية والأمن الوطني والدرك الملكي والقوات المساعدة استشعرت خطورة السيول الجارفة القادمة من منطقة تمتتشوت، وجندت مختلف عناصرها لإنقاذ المواطنين وإجلاء المتضررين المحتملين، مضيفا: "كما تم تعبئة جميع الموارد البشرية واللوجستيكية التابعة لمصالح الدولة من أجل فتح الطرقات أمام المواطنين".