بكثيرٍ من التّوجُّس، قدّم إدريس لشكر، الكاتب الأوّل لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشّعبية، بعض ملامح التّعديل الحكومي الذي تحاطُ به سريّة كبيرة من قبل الأغلبية، حيث أورد أنّ "رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، قام بجولة أولى همّت كل أطراف الأغلبية وربما سيقدّم مقترحات عملية خلال الجولة الثّانية". واعْترفَ الكاتب الأوّل لحزب الاتحاد الاشتراكي، خلال كلمة افتتاحية له في ندوة صحافية اليوم الجمعة بالرّباط، بصُعوبة الأوْضاع التي تعْترفها البلاد، مقرًّا بضرورة تعديل الحكومة حتّى تساير ما تقْتضي رهانات المرحلة، وقال إن "الأوضاع العامة والأوراش التي يجبُ أن تدخلها البلاد تحتاج إلى كفاءات أكبر". وفي السّياق نفسه، أكد لشكر أنّ "الحكومة التي ساهمنا فيها وكنّا أعضاءً في أغلبيتها ونتحمل مسؤولية حصيلتها، نعتقد أنها ثقيلة من حيث العدد وثقيلة كذلك سياسياً، الأمر الذي لم يؤهلها لتقديم أفضل ما يمكن تقديمه". وعن جديد مشاورات التعديل الحكومي التي يقودها العثماني، قال لشكر: "الملك في خطابه الأخير لما طرح موضوع التعديل كلف به شخصاً هو رئيس الحكومة، ولذلك المعني بهذا الأمر والمؤهل للإعطاء توضيحات في الموضوع هو العثماني". وأشار كبير الاتحاديين في كلمته الافتتاحية خلال ندوة الاحتفاء بالذكرى الستين لتأسيس حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بمقر الحزب بالرباط، إلى أنّ "الملك نبّه إلى مكامن الخلل وطرح هذا التعديل الذي ربّما يحضّر المجتمع للمرحلة القادمة التي تتزامن مع الاستحقاقات التشريعية". وزاد: "لنا برنامج انتخابي وسياسي مخصَّصْ لهذه المحطة الانتخابية". وفي سياق آخر، وتعليقاً منه على ضُعْف نتائج الاتحاد في الانتخابات، قال لشكر إن "العملية الانتخابية تتحكَّمُ فيها عدد من الظّروف والعوامل، خاصة وأن الاتحاد لما خسر في 2007 و2011، الدعوات التي كانت بداخله كلّها كانت تمضي نحو الانْقسام والتشرذم، اليوم كل الدعوات تسير نحو التآخي والوحدة". ولمس لشكر ما اعتبرها "عوامل في صالح الحزب"، وقال: "اليوم نحن في أحسن صورة، الاتحاد سليم ومعافى وكل الاستحقاقات المهنية التي تجري بشكل ديمقراطي يحقق فيها الاتحاد تمثيلية مهمة، وهذه مؤشرات في صالح الحزب". وأضاف: "سننجح وسننتصر، خاصة وأنّ المشهد الحزبي الذي كان قد أفرز قطبية مصطنعة اليوم انهارت وتلاشتْ ولم يعد لديها أيّ حضور". وبشأن تعديل الفصل 47 من الدستور الذي يتشبّث به حزب العدالة والتنمية، قال لشكر: "تعديل الفصل 47 ليس نزوة وليس رغبة التشريع، بل هو استجابة لحاجة مجتمعية، فالاتحاديون لما عايشوا البلوكاج الحكومي بسبب سوء تدبير الفصل 47 كان من واجبنا فتح النقاش حول هذا الفصل، لأن الدولة لها ثوابتها، والمؤتمن على مرافق هذه الدولة واستمراريتها هو الدستور، ولا بأس إذا كان هناك تغيير في المستقبل حتى لا نقع في بلوكاج جديد".