بدأ العدّ العكسي لاستقبال المملكة المغربية أوّل "بينالي" للفنون الحديثة والمعاصرة في العاصمة الرباط، ابتداء من 24 شتنبر الجاري إلى 18 دجنبر القادم، تحت الرعاية الملكية. وتستعدّ مختلف الفضاءات الثقافية بالرباط، وفضاءات العرض، ومتحف الفنّ الحديث والمعاصر، لاستقبال فعاليات الدورة الأولى من هذا الحدث الفنّي. ويغلق متحف محمد السادس للفنّ الحديث والمعاصر أبوابه بشكل استثنائي إلى حدود اليوم الخامس والعشرين من الشَّهر الجاري، بعدما بدأ استعداداته في وقت سابق من شهر غشت الماضي بوضع تمثال حصان ضخم في باحته، للنّحات الكولومبي فرناندو بوتيرو، وعملٍ فنّي للفنّانة المغربية إكرام قباج. وتستعدّ مرافق أخرى للمشاركة في استقبال فعاليات "بينالي الرباط"، التي تحيل في عالم الفنون الجميلة على معرض عالَمي ينظّم كلَّ سنتَين ويجمع مختلف الفنون المعاصرة، من قبيل: متحف الوداية، وفيلا الفنون، ورواق صندوق الإيداع والتدبير، والمسرح الوطني محمد الخامس، والمكتبة الوطنية. وتنظَّمُ هذه البينالي التي يشرف عليها مندوبها العام عبد القادر داماني، وهو متخصّص جزائري في ال"بيناليات" وتاريخ الفنون، بتعاون بين المؤسّسة الوطنية للمتاحف، وأكاديمية المملكة المغربية، ووزارة الثقافة والاتصال، ومؤسّسات أخرى تشتغل في مجال الثّقافة. ومن المرتقب أن تعرف "بينالي" الرباط برمجة متنوّعة، من بين أوجهها "أوراق بيضاء"، تقدّم لمحمّد الباز في دعوة للساحة الفنيّة الشّابّة، و"بطاقة بيضاء" ل"فنّ الشارع"، تقدَّم لفنّان شارع معروف باسم "فيتيرا"، الذي سيدعو من جهته عددا من فناني الشارع المغاربة، مع "البولفار"، و"بطاقة بيضاء" للمخرجة السينمائية نرجس النّجّار، التي تُعدّ "برمجةً سينمائية انتقائية جدا"، فضلا عن "بطاقة بيضاء" للأدب. وتتمحور الدورة الأولى من "بينالي الرباط" حول سؤال الهجرة، الذي سيطرحه فنانون برؤى مختلفة، كما سيتَناول موضوع الاحتباس الحراري، إضافة إلى موضوع حقوق الإنسان، والفنّ النّسائي. وقال عبد العزيز الإدريسي، مدير متحف محمد السادس للفنّ الحديث والمعاصر، في تصريح سابق لهسبريس، إن "بينالي" الفنون المعاصرة في مدينة مثل الرباط "استمرار منطقي" لما تمّ تحقيقه فيها إلى حدود اليوم، وهو عامل إضافي سيقدِّم للعاصمة "مكانا في الساحة العالمية". وذكر مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، أن جميع معارض الرباط ومرافِقَها الثقافية ستكون مشاركة، مضيفا أن هذه ال"بينالي" ستكون خلالها "مدينة الرباط كلُّها على استعداد".