لا حديث هذه الأيام بسيدي إفني، وبصفحات مواقع التواصل الاجتماعي المهتمة بمناقشة الشأن المحلي للمدينة، إلا عن الكارثة البيئية التي يشهدها وادي سيدي إفني، الذي تحول إلى مصب للمياه العادمة المنبعثة من المخيمات السياحية المتواجدة بالمنطقة، مشكلا تهديدا خطيرا على الإنسان والبيئة. وعن السبب المباشر وراء هذه الكارثة البيئية، أوضح محمد أمزوز، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع سيدي إفني، أن "رئيس جماعة سيدي إفني قام بتحويل نقطة محطة الضخ إلى نقطة أخرى منحرفة بثمانين درجة عن مكانها الطبيعي، كي لا تتمركز وسط مخيمه المقام على حساب الملك النهري، وهو ما أثر على سرعة وسلاسة انسياب المياه العادمة، وأضحى يتسبب في فيضانات "الواد الحار"، واستحالة وصولها إلى المحطة المقامة في مكان مرتفع على سطح البحر". وأورد المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "مشكل فيضان المياه العادمة بسيدي إفني تسبب في عدة تداعيات على البيئة والإنسان، من بينها تلوث مياه البحر ومصب الوادي، وتكاثر الحشرات وانتشار الروائح الكريهة التي تؤرق راحة السكان والمصطافين وكذا مرتادي المخيمات، إضافة إلى تلوث فواكه البحر التي تعتمدها العديد من الأسر كدخل ومورد مالي". وأكد الفاعل الحقوقي نفسه أن ساكنة سيدي إفني تطالب ب"إيفاد لجنة للتحقيق في أسباب تغيير الدراسة التقنية وتحويل مضخة المياه العادمة باعتبارها السبب في ما يقع، وتطبيق القانون على جميع المخالفين، أسوة بالمواطنين البسطاء الذين نقلت أنشطتهم من مصب الوادي، خاصة الفلاحون الصغار، إضافة إلى تنفيذ الأحكام الصادرة لصالح وكالة الحوض المائي لإفراغ مصب الوادي من البنايات والمنشآت التي تحتل الملك النهري بشكل غير قانوني، وتؤثر سلبا على إيكولوجية وطبيعة المكان". كما أكد أمزوز على "ضرورة الإسراع في إيجاد اعتمادات مالية لتنفيذ الدراسة التقنية التي أقيمت لمصب وادي سيدي افني، والتي مازالت مركونة برفوف عامل الإقليم ورئاسة المجلس البلدي منذ سنة 2011". من جهته قال عبد الرحمان فبيان، رئيس المجلس الجماعي لسيدي إفني، إن "المسؤولية الكاملة وراء الفيضان المتكرر لمياه الوادي يتحملها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، بصفته المشرف على تدبير المرفق بموجب اتفاقية تفويض تربطه بالجماعة، رغم التسعيرة المرتفعة التي يؤديها المواطن بسيدي إفني، والتي تصل إلى أضعاف تسعيرة المدن المجاورة، كتزنيت وكلميم". وأضاف المسؤول الجماعي ذاته: "سبقت لنا مراسلة مصالح ONE مرات عديدة من أجل التدخل وإيجاد حل لهذا المشكل وتجويد خدماته دون جدوى، لكن لن نتوقف عن هذا الحد، وسنعمل ابتداء من الغد على مراسلة جميع الجهات المسؤولة من أجل التدخل".