يعدّ ميلود حمدوشي (مواليد مدينة مكناس سنة 1958) مؤسسا لكتابة الرواية البوليسية على المستوى الوطني والعربي؛ فهو شرطي، وروائي، وكاتب، وأستاذ للتعليم العالي، ومحام. وإلى حين وفاته (2019)، ظل حمدوشي الشرطي الوحيد في العالم الذي كتب وتخصص في القصص البوليسية. ويعد هذا الرجل مفخرة للمديرية العامة للأمن الوطني، فمنذ التحاقه بسلك الشرطة وهو يقوم بواجبه المهني والوطني على الوجه المطلوب، من خلال محاربته للفساد وكل أشكال الجرائم ومواجهته لكل خارج عن القانون كيفما كانت مكانته، بتحقيقاته وتحرياته وأبحاثه الخارقة التي فك من خلالها العديد من الجرائم؛ وهو ما جعل المواطن المغربي عبر ربوع البلاد يصفه ب"المفتش كولومبو". وعلى غرار إنجازاته الأمنية بالمصالح اللاممركزة، دخل الراحل عالم التدريس بكلية الحقوق عين الشق الدارالبيضاء أستاذا للتعليم العالي متخصصا في المادة الجنائية وعلم الإجرام، وكذا بالمعهد الملكي للشرطة بالقنيطرة. وقد تتلمذ على يده كبار المسؤولين بالمديرية العامة للأمن الوطني وكبار المحامين والقضاة. وبحكم طبيعة عمله في المجالين الأمني والتعليمي، بدأ الراحل يكتب رواياته البوليسية المشوقة، بمعنى أن ميلود حمدوشي يكتب رواياته البوليسية انطلاقا من كونه شرطيا ممارسا، وأستاذا متخصصا في المادة الجنائية وعلم الإجرام. ومن ثمّ، فقد جمع بين النظري والتطبيقي ليقدم لنا أجمل القصص البوليسية؛ أبرزها: "مخالب الموت"، "اغتيال الفضيلة"، "بيت الجن"، "أم طارق"... ، هذا إلى جانب إصداراته العلمية الأكاديمية، خصوصا في علم الإجرام والأمن والقضاء، نذكر منها على سبيل المثال: "التجمهر"، "بطلان إجراءات التحقيق". رحل ميلود حمدوشي إلى دار البقاء يوم الجمعة 30 غشت المنصرم تاركا لنا ثروة علمية لا تقدر بثمن، من قصص وروايات بوليسية وكتب وأبحاث جامعية. وبالرغم من وفاته، فإن إنجازاته ما زالت حية وحاضرة في الساحة العلمية. وفي الختام، نطلب من الله تعالى أن يسكن الفقيد فسيح جناته.