شرعت مجموعة من الأسر البيضاوية في تقديم طلباتها لجمعيات القروض الصغيرة، استعدادا لمواجهة مصاريف الدخول المدرسي، المرتبطة باقتناء اللوازم المدرسية والمقررات الدراسية. وقال "مصطفى.ك"، الذي اعتاد التعامل مع جمعيات السلفات الصغرى بمنطقة بوركون بالدار البيضاء، إن معظم الأسر تحرص على توفير مصاريف الدخول المدرسي من خلال الحصول على السلفات من هذه الجمعيات المتخصصة في تقديم هذا النوع من القروض. وأوضح مصطفى أنه اضطر هذه السنة للاستعانة بقرض من جمعية للسلفات الصغرى تنشط بمنطقة بوركون، إلى جانب تنظيم عملية "دارت" لمواجهة المصاريف الإضافية، على اعتبار أن المبلغ المقترض من الجمعية لا يتجاوز 5000 درهم. ورغم الارتفاع الكبير لنسب الفائدة التي تطبقها هذه الجمعيات على سلفاتها الصغيرة، والتي تصل إلى 40 في المائة سنويا على السلفات الصغيرة جدا، إلا أن مجموعة من الأسر تضطر إلى اللجوء إلى خدمات هذه المؤسسات، للاستعانة بها على تسديد مصاريف اللوازم المدرسية. وتفرض جمعيات السلفات الصغرى على المستفيدين أداء مبلغ 1000 درهم إضافي مقابل اقتراض 5000 درهم، ومبلغ 2000 درهم مقابل اقتراض 10 آلاف درهم. ويؤكد المهنيون العاملون في القطاع أن زبناء التمويل الأصغر يتشكلون بشكل رئيسي من ذوي الدخل المنخفض، والذين عادة ما يمارسون أنشطة اقتصادية غير مهيكلة، الأمر الذي يغلق أبواب البنوك والمؤسسات المالية أمامهم. ويتوفر غالبية هؤلاء الزبناء على متاجر صغيرة ويمارسون حرفا يدوية؛ وفي المناطق القروية يتشكلون أساسا من المزارعين الصغار أو الأشخاص الذين ينشطون في بيع وتحويل المنتجات الزراعية. ويبلغ عدد المستفيدين من السلفات الصغرى بالمغرب ما يقارب 743 ألف شخص. كما أن قيمة القروض التي منحتها جمعيات السلفات الصغيرة، التي تهيمن أربع منها على 95 في المائة من حصة السوق الخاصة بالسلفات الصغرى، تجاوزت 570 مليار سنتيم. ويعيش غالبية زبناء التمويل الأصغر أسفل أو أعلى من خط الفقر، والذي يطابق دخلا قدره 1.25 دولارا في اليوم. وتشكل النساء غالبية المقترضين.