"سميكتا"..دواءٌ واسع الانتشار بالمغرب، يستعملُه مُعظم الأطفال لعلاج حالات الإسهال الحادة، عاد ليُثير الجدل بعدما قالت مجلة فرنسية، متخصصة في الشأن الصحي، إن الطين يدخل في تركيبته، ويمثل خطرا كبيرا على صحة الأطفال الأقلّ من سنتين، بسبب كميات الألمنيوم والرصاص التي يحتويها، والتي تتراكم في الجسم بشكل يهدد سلامته بشكل مباشر. الوكالة الوطنية الفرنسية للسلامة الدوائية في فرنسا سبق أن طالبت في مارس الماضي بعدم وصف الدواء المذكور للأطفال أقل من سنتين من أجل تفادي آثاره الجانبية على الصحة، بينما يستمر بيعه بالمغرب من قبل الصيادلة. وعلى عكس ما تمّ ترويجه على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المنابر الإعلامية، فإنّ هذا الدّواء لمْ يُمنع بصفة نهائية بفرنسا، بل اقتصر الأمر على عدم توصيفه من قبل الأطباء للأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين. محمد حواشي، نائب رئيس الفيدرالية الوطنية لنقابات صيادلة المغرب، أكّد أنّه "لمْ يتم منع توصيف سميكتا بالمغرب، لأنّ قرارا كهذا ينبع عن مسطرة قانونية مُعيّنة، والمغرب لا يمكنه الاعتماد إلا على الأدلة الملموسة والتقارير المحلية المفصلة حول الموضوع". "إلى حدّ الساعة لم نتوصّل بأي مذكّرة وزارية أو دورية من الوزارة الوصية تحث على منع هذا الدواء من السّوق المغربي"، يُضيف حواشي، مشيرا إلى أن "هناك وعيا كبيرا من قبل الصيادلة بألا يمنحوا "سميكتا" للأطفال الذين لا يتجاوز عمرهم سنتان أو المرأة الحامل أو المرضعة". وأضاف المُتحدّث في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أنّ "المعايير الدولية للكمية المقبولة من مادة الألمنيوم في صناعة الدواء قد تغّيرت، كما أنّ المغرب صادق على مجموعة من الاتفاقيات التي تُلزمه باحترام المقدار المسموح به قانونيا"، مشدّدا في هذا الصدد على "ضرورة احترام مُصنّع الدواء لهذه المعايير، كما هو الشّأن بالنسبة لصناعة الموادّ الغذائية". وعن المسطرة القانونية الواجب اتباعها من أجل سحب "سميكتا" من الصيدليات، قال حواشي إنّ "الأمر يستدعي إبلاغ الصيادلة لمصنعي الدّواء بالأعراض الجانبية غير الطبيعية للدواء حتى يعْمل المركز الوطني لمحاربة التسمّم على حظره مُستقبلا". ودعا المُتحدّث ضمن التصريح ذاته "كافّة المواطنين إلى الإبلاغ عن ظهور أعراض جانبية أكبر من التي نصّ عليها إشعار الدّواء"، موردا أنّه "في غالب الأحيان لا يتم إبلاغ الصيادلة، وبالتالي لا تكون لهم مواكبة مستمرّة لما يحدث".