تزامنا مع عطلة عيد الأضحى، تحولت مدينة الدارالبيضاء إلى مدينة شبه خالية من السكان، بعدما سافر الآلاف من المواطنين القاطنين بها صوب مدنهم وقراهم التي يتحدرون منها. وعكس غالبية أيام السنة، خفت حركة السير بشوارع العاصمة الاقتصادية اليوم السبت، حيث قل عدد السيارات، والشاحنات، والدراجات النارية، وسائر المركبات، كما تناقصت أعداد الراجلين بشكل ملحوظ. وحتى الشوارع التي تعرف بازدحامها المتواصل، مثل شارع أولاد زيان وشارع الزرقطوني وشارع الجيش الملكي، تخلصت من أفواج المركبات التي تتوافد عليها، وطغى عليها هدوء لا تحظى به سوى خلال "عيد الحولي". وبعد جولة بمجموعة من أحياء المدينة، ظهر جليا أن أجواء الاكتظاظ والضغط التي تطغى عليها يوميا بدأت تتلاشى، ليجد البيضاويون راحتهم في التبضع والتجول ولو لمرة في السنة. حسن، صاحب كشك وسط البيضاء، كشف في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية عن ارتياح كبير لأجواء الهدوء التي تشهدها المدينة خلال مناسبة عيد الأضحى، مشيرا إلى أن طابعها الاقتصادي جعل غالبية القاطنين بها من الوافدين عليها من مناطق متعددة، ما يجعل مختلف الأحياء والتجمعات السكنية مكتظة على مدار السنة. من جانبها، تحدثت أمينة، سيدة قاطنة منذ عقود بإحدى بنايات شارع محمد الخامس القديمة، بحنين كبير لهدوء كانت تعرفه أنفا خلال عقود خلت، قائلة: "كازا عمرات، ولينا تانشوفو الراحة غير في العيد". وأغلقت العديد من المحلات التجارية الكبرى في درب عمر والقريعة ودرب السلطان أبوابها اليوم السبت، حيث غادر أصحابها وكذا العاملون فيها العاصمة الاقتصادية، لأن غالبيتهم ينحدرون من جهة سوس ومن الجنوب. وتضطر العديد من الأسر البيضاوية التي تحتفل بعيد الأضحى بالمدينة إلى اقتناء مستلزمات الأيام الأولى التي تعقب هذه المناسبة، وذلك بالنظر إلى كون معظم المحلات تكون مغلقة، ناهيك على كون أصحاب محلات البيع بالجملة يغلقون محلاتهم بدورهم. وينتظر أن تعرف العاصمة الاقتصادية خلال هذه الأيام انخفاضا في الضغط الذي تعرفه حركة السير والجولان بالنظر إلى كون العديد من الموظفين والعمال في الشركات والمؤسسات والتجار والباعة، وغيرهم، غادروا لقضاء "العيد لكبير" مع أهاليهم في مناطق أخرى.