خلافا لما جرت عليه العادة خلال كل عيد أضحى، منعت الجماعة الترابية لمدينة طنجة إنشاء المحارق المخصصة ل"تشويط" رؤوس أضاحي العيد في الأحياء والتجمعات السكنية، بعدما كانت تتعامل مع الظاهرة بنوع من التساهل وغض الطرف. إيمان الماجي، فاعلة جمعوية، قالت إن مدينة طنجة وعلى غرار نظيراتها بأغلب ربوع المملكة، ما زالت حريصة على تخليد هذه المناسبة الدينية عبر مظاهر احتفالية وطقوسية. وأضافت أن هذه المظاهر لا يكاد يخلو منها أي حي شعبي، وأن هذه المناسبة الدينية لا يزال المغاربة يتعاملون معها بكثير من الاحترام والاستعداد القبلي، مؤكدة أن هذه الطقوس لا يمكن التخلي عنها لكونها تضفي رونقا خاصا على المشاهد المرتبطة بالهوية والثقافة المغربية الأصيلة. وانتقدت الفاعلة الجمعوية نفسها، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قرار رئيس مجلس جماعة طنجة، مشيرة إلى أنه سيحرم عددا من شباب المدينة من ممارسة هذا النشاط، الذي يدر عليهم مدخولا محترما، ويخفف العبء عن الأسر الراغبة في الاستفادة من "نيران المحارق". ودعت رئيس الجماعة إلى الاهتمام بمشاكل وهموم الساكنة. وأوضحت الماجي أن عيد الأضحى ترافقه مجموعة من المظاهر والأنشطة الموازية، ذكرت منها شحذ السكاكين وبيع التبن وغيرهما من اللوازم المرتبطة ب"عيد الحولي"، وهي طقوس لا تزال حاضرة ومتوارثة أبا عن جد، تضيف الماجي. واستندت الجماعة الترابية لطنجة لسن هذا "القرار المؤقت" على القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات الترابية، والمرسوم المحدد للشروط التي يتم بها التنفيذ التلقائي للتدابير الرامية إلى ضمان أمن وسلامة المرور والنظافة والصحة العمومية. وأضاف القرار، المذيل بتوقيع محمد البشير العبدلاوي، رئيس المجلس الجماعي لمدينة طنجة، أنه في إطار الاستعدادات الجارية لاستقبال عيد الأضحى المبارك وما تقتضيه هذه العملية من ترتيبات أمنية وصحية ولوجيستيكية، يمنع شيّ رؤوس الأضاحي بمختلف الشوارع والأزقة والطرقات بمدينة طنجة. وعلق كمال الديان، وهو أستاذ، على الموضوع قائلا إن "المحارق المخصصة لشيّ رؤوس الأضاحي ارتبطت بحياة أغلب الأسر والعائلات خلال العيد الكبير، فإلى جانب الوظيفة الأساسية التي تؤديها في "تشويط" رأس "الحولي"، فهي تشكل طقسا فريدا التصقت نيرانه في ذاكرة الأجيال بروائح المناسبة الدينية". واستحضر الديان، في تصريح لهسبريس، الطابعين الاجتماعي والاقتصادي لهذه الظاهرة، التي تدر أموالا على فئة عريضة من الشباب والأسر المعوزة، التي تقتات على هذا النشاط المحفوف بالمخاطر في سبيل تأمين متطلبات الحياة، داعيا إلى ضرورة الحرص على تنظيف المكان بعد استغلاله حفاظا على البيئة.