تتوجّه أكاديمية المملكة المغربية إلى خلق معهد للفنون الجميلة، في إطارها، بالعاصمة الرباط، من أجل "مواكبة الانفجار في الإنتاج الأدبي والمسرحي والمعماري بالمملكة"، ولتكون "مكانا للتفكير وتكوين المبدعين المغاربة". ويتعلّق الأمر، حَسَبَ عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، بمركز ثقافي متعدد الأبعاد، من المزمع أن يسمى "الأغورا"، التي تعني بالإغريقية "مكان اجتماع"، كان مخصصا للتّجمّع ومناقشة الأفكار وطرح الأسئلة في أثينا باليونان القديمة. ومن المرتقب أن تكون هذه الأغورا مكانا للفنانين المغاربة الشباب يتيح لهم مناقشة قضايا الفن والإبداع، واللقاء بمتخصصين ومبدعين من مختلف أنحاء العالم. وأوضح أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية أن الأمر يتعلق بمشروعَين في إطار المناقشة، وأن مشروع معهد الفنون الجميلة يأتي في إطار "نظرة جديدة للأكاديمية" ستعرض على الملك محمد السادس. وأبرز لحجمري أن هذا المشروع يستهدف الفنانين المغاربة في ميادين السينما والرسم والمعمار والأدب... حتى يكون معهد الفنون الجميلة بالرباط مكانا تجتمع فيه نخبة من الفنانين، وتفكر داخله في دَوْر الثقافة. ومن المرتقب أن يستهدف هذا المعهد نخبة من الفنانين من مختلف أنحاء المغرب، سيؤطرهم مدعوون من فرنسا وأمريكا والعالَم بأسره حتى يكون بينهم تلاقح وتلاحم. تجدر الإشارة إلى أن من بين أدوار أكاديمية المملكة، وِفق ظهيرها المؤسس المؤرخ في 8 أكتوبر 1977، تشجيع تنمية البحث والاستقصاء في أهم ميادين النشاط الفكري من قبيل علم العقائد، والفلسفة، والأخلاق، والقانون، ومناهج الحكم، والتاريخ، والآداب، والفنون الجميلة، والرياضيات، والعلوم التجريبية وغير التجريبية، والتربية، والطب، والديبلوماسية، وعلم الخطط الحربية، والإدارة، والاقتصاد، والصناعة، والتعمير، والتقنيات التطبيقية. كما ينص الظهير المؤسس لأكاديمية المملكة المغربية على دورها في العمل على إقرار تكافل مستمر بين هذه النشاطات، وجمع رجالات المملكة لهذه الغاية، ممن برهنوا عن دراية كاملة وتضلع في هذه الميادين، وتحقيق الاتصال مع رجال من جنسيات مختلفة اشتهروا بما أنتجوه من مؤلفات أو بما أسدوه للحضارة من جليل الخدمات، ووضع مكان دائم رهن إشارة الطرفين للقاءات وتبادل الآراء.