أرجعت الجمعية المغربية لحماية المال العام لجهة مراكش أسفي السبب الرئيس في فاجعة إجوكاك بإقليم الحوز، التي أودت بحياة 15 شخصا، إلى "الفساد ونهب المال العام وغياب الحكامة بالجهة، ما يحول دونما تنفيذ السياسات الرامية إلى فك العزلة عن العالم القروي". واعتبرت الجمعية، في بيان لها تتوفر هسبريس على نسخة منه، أن "الحادث الذي خلّف وفاة 11 امرأة و3 رجال وطفل كشف الكيفية التي تتعامل بها الحكومة مع أرواح المواطنين وسلامتهم وأمنهم المجتمعي، خاصّة بالمناطق الجبلية التي ظلت في طي النسيان منذ عقود من الزمان، وأهلها يعيشون كل أنواع التخلف والفقر والتهميش والأمية وارتفاع نسبة الفقر والبطالة، وتنامي الأمراض الفتّاكة، في غياب تام لمراكز صحية ومؤسسات رياضية وتربوية وتعليمية". وقال صافي الدّين البودالي، رئيس فرع الجمعية المغربية لحماية المال العام بمرّاكش، إن جهة مرّاكش آسفي والجماعات المنضوية تحتها "غالبا ما تبدد المال العام في مجالات خارج سياق متطلبات السّاكنة"، مؤكدا أن "سيادة اقتصاد الريع والغش على مستوى البنية التحتية، وما تعرفه الطرق والمسالك والقناطر والجسور من هشاشة، السبب الرئيسي في وقوع كارثة إجوكاك"، وزاد: "ما يحدث منذ 1994 من فواجع تتحمل الحكومة مسؤوليتها بسبب غياب مشاريع التنمية الحقيقية القادرة على فك العزلة عن هذه المناطق التي تعيش النكبة تلو الأخرى على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية". وأكدت جمعية حماية المال العام، حسب البيان، أن "افتقار المناطق الجبلية، التي تتعرض كل سنة لفيضانات عارمة تخلّف ضحايا وخسائر مادية، إلى مراكز إنقاذ عن قرب، مجهزة بمعدات متطورة ومنسجمة مع الظروف المناخية والتضاريس الجبلية الوعرة، يظل مسؤولية المجالس الجماعية والمجالس الإقليمية بالمنطقة، والمجالس الجهوية ووزارة التجهيز ووزارة الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والسلطات المحلية والإقليمية والجهوية"، معتبرة أن "صرف ميزانيات ضخمة في اقتناء السيارات المكلفة للمستشارين وفي المواسم والتنقلات الوهمية وفي الحفلات والموظفين الأشباح يعد نهبا للمال العام وتلاعبا بمستقبل البلاد وبحياة المواطنين والمواطنات". وبخصوص ذلك علّق البودالي: "سنفخر برئيس جماعة يمتطي درّاجة ويتنقل بين منتخبيه ويلبّي حاجياتهم التي تمثل أبسط حقوق الحياة، عوض سيارة فارهة الثمن من جيوب أولئك الذين ائتمنوه على أصواتهم، فخان الأمانة"، موردا أنه "بدل تنظيم مهرجانات ومواسم وجلب فنانين بالملايين، يمكن تنمية ثقافة المنطقة الدّاخلية ودعم السياحة فيها"، مرجعا جريمة شمهروش التي راحت ضحيتها السائحتان الإسكندينافيتان إلى "انعدام الأمن في المنطقة بسبب عدم تنمية السياحة"، وفق تعبيره. وأضاف البودالي أن غياب أعضاء الحكومة ومنتخبي الجماعات عن الحادثة "يظهر بالجلاء القصور في التعاطي مع الفاجعة ومع أرواح سكان المنطقة قبل مستقبلهم"، منبّها المسؤولين إلى ضرورة "تغيير الطريق الخطأ الذي يسلكونه بآخر يتجه ناحية الجماهير والناس المسحوقة"، حسب تعبيره. *صحافية متدربة