لا أحد يجادل في أن الرقم المجاني "19" من الأرقام المهمة التي يستغيث بها المواطن ويلجأ إليها كلما كان هناك خطر يهدد حياته أو ممتلكاته أو يهدد أمن الدولة، لكونه يكرس فلسفة شرطة القرب وسياسة التواصل والانفتاح الذي تنهجه المديرية العامة للأمن الوطني على مختلف مكونات المجتمع، التي منذ سنوات وهي تقوم بإصلاحات جذرية على كافة المستويات إيمانا منها بالنهوض بقطاع الشرطة والاستجابة لتطلعات المواطنين. ومن المستجدات التي بلورتها القيادة العليا للأمن الوطني، سياسة تحديث الخدمة الأمنية للتواصل مع المواطن، وإعطاء أهمية بالغة للخط المجاني "19"، الذي يوضع رهن إشارة المواطنين المبلغين عن جميع أشكال الإجرام والانحراف. فمؤسسة الأمن الوطني ما فتئت تحث موظفيها من خلال دوريات ومذكرات مصلحية على ضرورة الالتزام بمقتضياتها والتفاعل الجيد مع مكالمات المواطنين، كما تدعو جل الموظفين المكلفين بالخط المجاني إلى سرعة الإجابة، واستقبال مكالمات المواطنين بعبارة "الشرطة في خدمتكم"، التي تعني أن الشرطة في خدمة المواطن. في هذا السياق، عملت المديرية العامة للأمن الوطني على إنشاء قاعات للقيادة والتنسيق بمجموعة من ولايات الأمن، يتجلى دورها الرئيسي في التواصل الدائم مع المواطنين وتلبية حاجياتهم الأمنية. وتعتبر ولاية أمن الرباط أول ولاية أمنية تم فيها تطبيق هذه التجربة التي لقيت استحسانا لدى المواطنين، في أفق تعميم التجربة على باقي ولايات الأمن بالمغرب. وقد ساهم الخط 19 باعتباره المبلغ الأول عن الجرائم والأفعال المنافية للقوانين وديننا الحنيف، في الحفاظ على النظام العام وتحقيق الأمن والاستقرار، من خلال استقبال وتلقي جميع الاتصالات والشكايات المستعجلة. فالشخص حين تبليغه عن جريمة ما أو سلوك عدواني بالشارع عبر الخط "19" يتم مباشرة تحويل المكالمة الواردة إلى العناصر الأمنية المتخصصة التي تتواجد بالشارع العام، وفي حالة إذا تعذر عليها التدخل لقيامها بمهام أخرى، يتم توجيه النداء إلى أقرب دورية أمنية لمكان الحادث بشكل فوري واستعجالي، ويبقى الاتصال ساريا مع المبلغ إلى حين الحصول على جميع المعلومات التي من شأنها مساعدة رجال الشرطة في الوصول إلى الجاني أو الجناة. كما أصبح القانون يوفر حماية للمبلغين عن الجرائم ضد أمن الدولة والأشخاص. ورغم فعالية وإيجابية الخط "19" واهتمام المديرية به عبر تخصيص موارد بشرية ووسائل لوجستيكية وإرسال دوريات ومذكرات تحث على السرعة في الاجابة وحسن الاستقبال، إلا أن هناك ضعفا في الوعي الأمني لدى بعض المواطنين؛ إذ يعملون على الاتصال والتبليغ عن جرائم وأحداث وهمية، أو الاتصال من أجل استفزاز رجال الشرطة. وأمام هذا الوضع تحاول المديرية تجنب هذه السلوكيات عبر تسجيل رقم المتصل وتدوين معلومات عنه. فالمكالمات عبر الخط المجاني "19" لها دلالة ترمز إلى شرطة مواطنة. وبينت المقاربة التواصلية للمديرية الاهتمام بهذا الرقم عن طريق الاستجابة لنداءات المواطنين بشكل فوري وسريع. وبالتالي، فقد تم توقيف عدد كبير من المجرمين والمبحوث عنهم بفضل الاتصالات المباشرة الواردة على الخط "19"، وسرعة تدخل الأجهزة الأمنية.