بعد الجدل الذي أثارته رسالتان علميتان نوقشتا مؤخرا بالكلية، وما خلفتاه من ضجة على منصات التواصل الاجتماعي؛ أصدرت عمادة كلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة ابن طفيل، الاثنين، بلاغا لتوضيح حيثيات الرسالتين. ووفق البلاغ ذاته الذي اطلعت عليه هسبريس، فإن "كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن طفيل، متمسكة بثوابت المملكة المغربية المنصوص عليها في الدستور، وحريصة كل الحرص على احترام النظام الأساسي للتعليم العالي، وعلى تشجيع كل المشاريع العلمية للطلبة الباحثين لنيل شهادة الدكتوراه، شريطة احترام ضوابط البحث العلمي الجامعي". وأضاف البلاغ ذاته، أن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن طفيل، "تسهر على احترام ضوابط البحث العلمي المنصوص عليها قانونيا، بما فيها التشجيع على الحرية الفكرية وقيم الانفتاح الحضاري والاختلاف البنّاء والتعايش السلمي، وتشجيع المبادرات الجادة والمسؤولة التي تخدم المعرفة الإنسانية". وترى كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن طفيل، حسب البلاغ عينه، أن "المضامين التي نشرت عبر بعض المواقع الإعلامية الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، بعيدة عن الحقيقة العلمية، وبالتالي فإنها أساءت إلى مكانة الباحث والبحث العلمي بالجامعة المغربية". وأشار المصدر ذاته إلى أن "الأطروحة الأولى لا تقارن بين مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام كنبي والمكانة التاريخية المتميزة للملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، وإنما غايتها الكشف عن الآليات الحجاجية في تدبير الحوار والاختلاف التي وظفها سيدنا إبراهيم بوحي من الله تعالى، وبين استلهام الملك الحسن الثاني لتلك الآليات في تدبير الحوار والاختلاف لحل القضايا السياسية والحضارية". وبخصوص الأطروحة الثانية، وفق البلاغ، "فهي تحقيق ومراجعة علمية لمخطوط المتصوف مصطفى البكري الخلوتي، المؤسس للطريقة الخلواتية في التاريخ الإسلامي (القرن 12 هجري/ 18 ميلادي)". واستطرد البلاغ أن غاية الرسالة هي "الكشف بروح علمية عن تاريخ التصوف السّني الذي ميّز نفسه عن باقي الحركات الصوفية التي خالفت العقيدة والشريعة السنية. وهو مخطوط جاء بلسان عصره في الرد على تلك الحركات، ولا يحمل في مضمونه بأي حال من الأحوال تحريضا على التطرف والعنف أو الدعوة إليهما. ولهذا، فإن عنوان الرسالة هو عنوان المخطوط المُحقّق وليس عنوانا من ابتداع الطالب الباحث".