أثار عنوان أطروحة دكتوراه حول "منهجية الحوار في تدبير قضايا الخلاف في ضوء القرآن الكريم إبراهيم عليه السلام والحسن الثاني نموذجين"، ستتم مناقشتها اليوم الإثنين بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن طفيل بالقنيطرة، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي وسخرية لاذعة. وأوضح أحمد الزيادي، الأستاذ المشرف على أطروحة دكتوراه طالب يمني يدرس بالمغرب، أن عنوان البحث في الأصل هو "منهجية الحوار في تدبير قضايا الخلاف في ضوء القرآن الكريم.. إبراهيم عليه السلام نموذجا من القرآن الكريم وجلالة الملك الراحل الحسن الثاني نموذجا للمملكة المغربية"، مُشيرا إلى أن العنوان الذي طُبع تم اختزاله من قبل اللجنة المكلفة بالإعلام وفُهم منه أنه مقارنة بين النبي والملك. واتهم الأستاذ الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن طفيل، في تصريح لهسبريس، جماعة "العدل والإحسان" الإسلامية و"تيارات يسارية متطرفة" ب "الوقوف وراء حملة استهداف هذا البحث العلمي بدون حتى الوقوف على مضامين الأطروحة أو انتظار المناقشة". ونفى الأستاذ المتخصص في الدراسات الإسلامية صحة اعتماد البحث على منهجية مقارنة بين النبي إبراهيم والملك الراحل الحسن الثاني، وقال: "أنا لا يُمكن أن أسقط في هذه المتاهات لأن النبي مُعزز بالوحي وحتى لو اجتهد أو أخطأ يُقومه الوحي ويستحيل المقارنة بينه وبين الراحل الحسن الثاني". وأضاف: "هذا اللبس الذي وقع ناتج عن جهل الذين تطرقوا إلى الموضوع، ولا يمكن أن نأخذ موقفا من بحث جامعي لم يناقش بعدُ"، موردا أن اللجنة العلمية التي تُشرف على الأطروحة "ذات كفاءة عالية وتضم عميد الكلية أيضا". من جهته، قال الطالب الباحث المُعد لأطروحة الدكتوراه موضوع الجدل، لهيم عبد الرشيد محمد أحمد، إن البحث يدرس "منهجية حوارات النبي إبراهيم عليه السلام مع قومه، ثم ركزنا على شخصية عصرية قامت بتدبير القضايا الخلاف المختلفة وفق المنهجية ذاتها". وأبرز الباحث بمركز الدراسات في الدكتوراه "الاختلاف في العلوم الشرعية"، في حديث مع هسبريس، أنه قام بحصر شامل لمواقف الملك الراحل الحسن الثاني في فترات الأزمات المختلفة، خصوصا مواقفه من "قضية الاستعمار عندما كان وليا للعهد أو طريقة تدبيره لملف الحدود مع الجارة الجزائر وملف الصحراء والقضية الفلسطينية، ثم الوقوف على قوة تدبير الحسن الثاني للخلافات التي كانت قائمة بين الحكام العرب"، بتعبير الطالب.