في قرية تبعد عن مدينة سطات بما يفوق 50 كيلومترا، وتعرف بجماعة بني يكرين، عمّت، السبت، أجواء من المشاعر المتناقضة: ارتياح لوصول جثث الضحايا إلى المغرب قصد دفنها، وحزن بسبب فقدان ثلاثة شبان في مقتبل العمر، غادروا البلدة إلى الضّفة الأخرى بحثا عن لقمة العيش، فقضوا نحبهم نتيجة قصف جويّ لقوات حفتر لمركز الهجرة غير النظامية بليبيا. شبّان المنطقة كان محور اهتمامهم خلال الأيام السابقة الفاجعة التي نزلت على أهل الضحايا وأصدقائهم، حيث ظلوا يتبادلون صورهم عبر الوسائط الإلكترونية ويترحّمون عليهم، إلى أن وصلت أول سيارة لنقل الأموات، ظهر السبت، قادمة من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، إلى دوار الورارقة، وعلى متنها جثمان الضحية "م، ج"، وهو متزوج له ابن، فيما تمّ تشييع جثمان "ر، م" بمقبرة أولاد حميدة بدوار النواجحة، و"س، ح" بدوار أولاد الحاج اعمر بجماعة بني يكرين، بعد انتهاء الإجراءات الإدارية مساء اليوم نفسه. مصادر هسبريس من منطقة بني يكرين أفادت، في اتصال هاتفي، أن الضحايا كلهم شبان في مقتبل العمر، غادروا المنطقة، مؤخّرا، نحو ليبيا، إلى جانب عدد كبير من الشبان، للبحث عن العمل وتحسين ظروف عيشهم وعيش لأسرهم، ومنهم من كان ينتظر الفرصة للعبور إلى إحدى الدول الأوربية، خاصة أن المنطقة تعرف انتشار ظاهرة هجرة الشباب نحو أوروبا، على غرار المناطق المجاورة كبني مسكين وكيسر أولاد سيدي بن داود وقلعة السراغنة والفقيه بن صالح. جدير بالإشارة أن القنصلية العامة للمملكة المغربية بتونس كانت قد أعلنت أنها ستعمل على ترحيل جثامين المواطنين المغاربة، بتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، عبر ثلاث مراحل ابتداء من الجمعة. وراح ضحية الهجوم، الذي قامت به قوات حفتر، سبعة مغاربة، منهم ثلاثة ضحايا يتحدرون من جماعة بني يكرين بإقليم سطات، وصلت جثامينهم، السبت، إلى مطار محمّد الخامس الدولي، بعد تحديد هوياتهم، والقيام بكافّة إجراءات الترحيل، وكذا إخبار أسرهم بمواعيد وصول جثامين الضحايا إلى أرض الوطن.