أصر دفاع المتهمين الرئيسيين في "جريمة شمهروش" الإرهابية على ضرورة إخضاع كل من عبد الصمد الجود (25 سنة)، وهو زعيم الخلية وأميرها، ويونس أوزياد (27 عاماً)، ورشيد أفاطي (33 سنة)، لخبرة طبية نفسيّة، نظرا لحجم وخطورة الفعل الجرمي الذي اقترفوه في حق السائحتين الإسكندينافيتين. واعتبرت المحامية حفيظة المقصاوي، عضو هيئة المحامين بالرباط، في مرافعتها عن منفذي الجريمة الإرهابية، عبد الصمد الجود ويونس أوزياد ورشيد أفاطي وعبد الرحمان خيالي، أن الأمر يتعلق بأشخاص "مرضى غير عاديين، وجب عرضهم على أنظار طبيب نفساني"، مشيرة إلى أنهم "يعانون من اختلالات نفسية نتيجة الظروف الاجتماعية الصعبة التي عاشوها منذ طفولتهم". وأوردت المحامية في مرافعتها أن "المتهمين الرئيسيين لم يتلقوا أي تكوين أكاديمي أو جامعي، وجلهم تَرَكُوا مقاعد الدراسة في سن مبكرة، وعاشوا حياة صعبة، إذ تجاوزهم المجتمع وأصبحوا على الهامش وأكثر قابلية لتبني الفكر المتطرف، الذي يقدم نفسه عبر مجموعة من الآليات الإقناعية". وخلال تخابرها مع المتهمين، تضيف المحامية أنها توصلت إلى مجموع من الاستنتاجات المرتبطة بعلاقة منفذي جريمة إمليل بالفكر المتطرف، إذ "كانوا يطالعون الكتب الصفراء وبعض كتب الفتن والملاحم الكبرى التي تنشر التطرّف الديني؛ بينما أكد المتهم الرئيس عبد الصمد الجود أنه قرأ كتابا واحدا يسمى "هرمجدون"، يتحدث عن معركة اليهود والمسيحيين". وأوضحت المحامية ذاتها خلال سابع جلسة مخصصة لمتابعة متهمي "جريمة شمهروش" أن موكليها ينتمون إلى الفئة الأكثر هشاشة في المجتمع، وهي التي تمثل في كل البلدان الفئة الأكثر عرضة للسقوط في التطرف، مشيرة إلى أن موكليها هم ضحايا أفكار وكتب، منها كتب الملاحم والفتن، والتي جعلتهم يميلون إلى التطرف. وتوقفت عضو هيئة الدفاع عند بعض الأعراض النفسية للمتهمين الرئيسيين في هذه الجريمة، إذ "يعتبرون أنفسهم الأقرب إلى الله ويملكون قوة إلهية تمكنهم من القيام بأي شيء"، مبرزة أن منفذي هذه الجريمة "كانوا كذلك ضحية تراجع الدور الإصلاحي للمرجعية الدينية، والسقوط في يد دور قرآن خارجة عن القانون تمرر أفكارا متطرفة، بالإضافة إلى سقوطهم ضحايا ما يروج على شبكات التواصل الاجتماعي من قبل الجماعات المتطرفة". وظهر المتّهمون الرئيسيون في المحكمة وهم يرتدون جلابيب صيفية خفيفة، إذ جلس عبد الصمد الجود (25 سنة)، وهو زعيم الخلية وأميرها، إلى جانب يونس أوزياد (27 عاماً)، ورشيد أفاطي (33 سنة)، في الصّف الأمامي للمكان المخصّص للمتهمين ال24؛ بينما ظهرَ السويسري كيفان زولير كرفوس وهو يجلس إلى جانب مترجم ينقل له تفاصيل المحاكمة. ويتابعُ هؤلاء بتهم تتعلق ب"تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية والاعتداء عمدا على حياة الأشخاص مع سبق الإصرار والترصد، وارتكاب أعمال وحشية لتنفيذ فعل يعد جناية، وحيازة واستعمال أسلحة ومحاولة صنع متفجرات خلافا لأحكام القانون في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف".