بعدما هزت وفاة الطفل آلان كوردي العالم، بفعل الطريقة التراجيدية التي قضى بها في أحد الشواطئ التركية سنة 2015، وما خلفته وفاته من سخط شعبي عمّ نفوس المتتبعين؛ أعاد إعلان أحد المخرجين الأتراك تصوير فيلم عنه، صورة آلان الغريق إلى الواجهة، في الوقت الذي لم تندمل فيه جراح أسرته بعد، جراء فقدانها طفلها الذي لم يتجاوز حينها الثالثة من عمره. وحسب أسرة الطفل، فإنها لم تستسغ الفكرة، لأن الساهرين على الفيلم لم يطلبوا إذنها، معبرة عن رفضها تصوير فيلم عن الطفل الذي وجد جثة هامدة في شاطئ بودروم في تركيا، بعدما حاول رفقة والده ووالدته وأخيه الهروب من جحيم الحروب الأهلية التي تعيش على إيقاعها سورية، غير أن الأقدار شاءت أن يفارق الجميع الحياة غرقا سوى الوالد، الذي مافتئ يقاوم ألم الفراق ولوعة الاشتياق. تيمة كوردي، عمة الطفل الغريق، أكدت قائلة: "نشعر بالقهر. لن يحتمل شقيقي رؤية أطفاله الموتى وهم يعودون للحياة في هذا الفيلم. إنه لن يحتمل رؤية هذا المشهد أبدا". وأضافت العمة التي ألفت كتابTHE BOY ON THE BEACH (الفتى على الشاطئ) في تصريحات لوسائل الإعلام قائلة: "من المؤسف أننا لا نستطيع أن نرفع قضية ضد أصحاب هذا الفيلم الّذي شاهدت إعلانه. نحن مقهورون، لذا أعبر عن غضبي في تويتر. لا يجوز تصوير هذا الفيلم، الأطفال الغرقى لا يزال والدهم حياً، لكن لا أحد يحترم مشاعرنا أنا وشقيقي". وأردف المصدر عينه؛ "نقول دائماً للناس بإمكانكم استخدام صورة آلان، لأنها مؤثرة وتحرّك المشاعر، ولأن هناك أطفالا مثله يموتون ويجب مساعدتهم". الفيلم الذي يحمل اسم Aylan Baby: Sea of Death، (الرضيع آلان: بحر الموت)، يحاول من خلاله مخرجه التركي عمر ساراكاي، تسليط الضوء على ظاهرة اللجوء التي استفحلت منذ اندلاع شرارة الربيع الديمقراطي، نتيجة الحروب الدامية التي تشهدها بلدان من قبيل سوريا واليمن، وغيرها من الدول التي يغيب عنها الاستقرار، بفعل الاقتتال بين الشعوب والحكام، موظفا في ذلك صورة الطفل آلان، الذي تصدر خبر وفاته غرقا عناوين الصحف العالمية.