تظاهر مئات من الطلاب والأساتذة الجزائريين الثلاثاء للأسبوع التاسع عشر على التوالي ضد النظام، مطالبين بالإفراج عن "المعتقلين السياسيين"، بمن فيهم المحتجون الذين تم اعتقالهم مؤخرًا، حسب مراسل وكالة فرانس برس. وردّد الطلاب: "أطلقوا سراح المعتقلين"، وهم يسيرون في شوارع العاصمة، وسط انتشار كثيف للشرطة، دون تسجيل حوادث، بينما تزايدت الاعتقالات على هامش المسيرات الأسبوعية الأخيرة كل يوم جمعة. وتم وضع نحو ثلاثين متظاهرًا رهن الحبس المؤقت في انتظار محاكمتهم، بسبب مخالفتهم قرار حظر رفع الراية الأمازيغية، كما أمر رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، أبرز قادة البلاد منذ استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 2 أبريل. وهتف الطلاب أيضًا: "أطلقوا سراح بورقعة" في إشارة إلى خضر بورقعة، أحد أبطال حرب الاستقلال، الموقوف أيضا بعدما وُجهت إليه الأحد تهمتا "إهانة هيئة نظامية وإضعاف الروح المعنوية للجيش"، بعد تصريحات انتقد فيها قايد صالح. كما تساءل الطلاب "أين هي العدالة؟" خلال مسيرتهم، بينما رسم بعضهم العلم الجزائري على أحد الخدين وعلى الآخر حرف "ياز"، من الحروف الأبجدية المعتمدة في اللغة الأمازيغية. وندّدت تافيسة تابت (19 عاما)، طالبة بكلية اللغة الإنجليزية، ب"موجة الاعتقالات في المظاهرات السابقة"، قائلة: "لسنا في الحقبة الاستعمارية (1830-1962) حين كانت القوات الفرنسية تعتقل من يحملون الأعلام الجزائرية. الراية الأمازيغية ملك لكل الجزائريين". وقالت ياسمين بن عراب، وهي طالبة في الكلية ذاتها: "نريدهم أن يفرجوا عن المحتجين الذين عبروا عن أرائهم فقط". أما الطالبة الأخرى ليديا أوشريعة فأدانت "محاولات التقسيم التي لن تنجح"، موردة: "نحن جميعًا متحدون لنفس القضية بغض النظر عما إذا كنا عربا أو أمازيغ". كما استهدفت العديد من الشعارات الفريق قايد صالح، الذي يرفض بعناد منذ أسابيع مطالب الحركة الاحتجاجية التي تشهدها الجزائر منذ 22 فبراير، أي إنشاء مؤسسات انتقالية تستثني رموز نظام بوتفليقة وتكون مهمتها القيام بإصلاحات قبل إجراء انتخابات رئاسية.