قال الكاتب الأول لحزب النّهج الديمقراطي، مصطفى البراهمة، إنّ "الجّو العام بالمغرب يتّسمُ بإغلاق الحقل السّياسي نتيجة الاختلالات العميقة بين دورِ المؤسّسات القائمة من برلمان وحكومة والسلطة التنفيذية وبين السّلطة الحقيقية، التي يتحكم فيها المخزن الممثل السّيادي للكتلة الطبقية السّائدة، وهيمنة الإمبريالية على مؤسساته الاقتصادية التي تغرق بلادنا بالديون". وأضاف المسؤول الحزبي في افتتاح المؤتمر الوطني للقطاع النسائي لحزب النهج الديمقراطي، تحت عنوان "قطاع نسائي قوي رافعة لبناء حزب الطبقة العاملة وعموم الكادحات والكادحين"، أنّ الحزب اليساري المعارض "يتعرَّض لحصار متواصل من طرفِ السّلطات، ولا أدل على ذلك استمرار التّضييق على أنشطته"، مبرزاً أنّ "السياق العام يتّسم بضربِ الحقوق الاجتماعية وتخريب الخدمات العمومية في مجالات الصّحة والتعليم، والإجهاز على الحريات العامة والنقابية". وأورد القيادي اليساري خلال أشغال المؤتمر الذي حضره زعماء أحزاب وعائلات معتقلي الرّيف أنّ "المرأة المغربية لعبت دوراً طلائعيا في الحركات الاجتماعية، سواء في احتجاجات الرّيف أو أوطاط الحاج وزاكورة، وكذا خلال حراك الطّلبة الأطباء الذين يقودون حركة سلمية في مواجهة الرأسمالية المتوحشة". وسجّل الكاتب الأول للحزب اليساري المعارض "استمرار تدهور الأوضاع وتنامي هشاشة النساء اللواتي يتعرّضن للعنف والاضطهاد الناتج عن هيمنة العلاقات الرأسمالية، التي تعمل على تفكيك التشريعات الاجتماعية والحماية الاجتماعية من خلال ضرب الحقوق"، مشيراً إلى أنّ "أوضاع الفلاحين صعبة نتيجة السطو على أراضيهم وإهمال مصالحهم من طرف الدولة، خاصة مع ارتسام سنة جديدة للجفاف في جل المناطق القروية التي تعتمدُ على الزّراعة البورية". من جانبها، اشتكتْ نبيلة منيب، الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، "الحصار المفروض على القوى اليسارية في المغرب"، وقالت: "كلّما ازْدَاد الحصار إلا وازْدادت قناعتنا بأنّ نضالنا واحد"، داعية إلى "تجديد أفكار اليسار والتحام مكوناته من أجل هزم الاستبداد والفساد ولبناء المغرب الديمقراطي الحداثي". وزادت اليسارية ذاتها: "لنا قناعة بأنَّ النّضال النّسائي التقدمي رافعة من أجل التّغيير الديمقراطي الراديكالي الشامل الذي نأمله في بلادِنا، حتى يعيش المغاربة في كرامة ونقلّص من الفوارق المجالية والاجتماعية، وحتى ننتصر للحراك الشعبي بالرّيف وجرادة وللتنسيقات المناهضة لاختيارات الدولة، التي تخلت عن المكتسبات وهي اليوم تهجم على الحقوق". كما أوضحت منيب أنّ "إسلاموية الدولة تحاولُ السّطو على الحركة النسائية المناضلة". إلى ذلك، طالبت الناشطة اليسارية والحقوقية خديجة الرياضي السلطات المغربية بإطلاق سراح جميع المعتقلين، مدينة استمرار الاعتقال السياسي بالمغرب وما اعتبرته "حصار المعارضين". واشتكت القيادية اليسارية في حزب النهج الديمقراطي من الحصار المفروض على أنشطة الحزب الراديكالي، وقالت: "النهج سيواجه الحصار من أجل مغرب حر وشعب مغربي سعيد، وهذا يتطلب تضافر جهود كل النسيج الحقوقي والسياسي بالمملكة".