أكد عزيز أخنوش أن حزب التجمع الوطني للأحرار واع بضرورة إشراك مغاربة العالم في صناعة القرار السياسي في المغرب، وأن القضية يجب أن تطرح بكل شجاعة، مضيفا أن لا مواطنة كاملة بدون مشاركة سياسية. حديث أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، جاء خلال افتتاح مؤتمر التجمعيين بألمانيا، اليوم الأحد، بمدينة دوسلدورف، بحضور عمدة مولهايم، حيث أكد رئيس التنظيم على افتخار المغرب بكفاءاته المشرفة المنتشرة عبر العالم، داعيا مغاربة العالم إلى الانخراط في العمل السياسي. وشدد رئيس التنظيم السياسي، في كلمته أمام حشد كبير من مغاربة العالم، القادمين من أوروبا وإفريقيا وأمريكا، على أن المغاربة في حاجة إلى الكفاءات المقيمة بالخارج و"إلى تجربتهم التي سيفيدون بها بلدهم، فدوركم هو المساهمة في تطوير بلدكم، ونعرف أن لكم الإرادة الكاملة، فقط تحتاجون إلى من يوفر لكم الفرص للمساهمة بناء مغرب الغد"، يقول أخنوش. وأضاف "أولادكم يجب أن يظلوا مرتبطين ببلدهم، لذلك نطالب بتحسين العرض التربوي الموجه إليهم لتعلم اللغتين العربية والأمازيغية، وأن يتعرفوا على مقومات الحضارة المغربية الممتدة لقرون، ويتعرفوا على الثقافات المغربية متعددة الروافد ويتمسكوا بالإسلام الوسطي المعتدل، الذي يحث على الانفتاح وحسن المعاملة ويرفض التشدد والإرهاب والتطرف ونشر الكراهية". ودعا رئيس "الحمامة" التجمعيين بالعالم إلى العمل على تفعيل هياكل الحزب، وتأسيس المنظمات الموازية لتحقيق الأهداف المسطرة وخدمة المغرب، و"سنظل بجانبكم لتفعيل برنامج الثقة ومسار النجاح"، يضيف أخنوش. وبعد الإعلان عن تحركات الحزب المستقبلية، أكد أخنوش أن حزبه لم يختر طريق الشعبوية، بل "اختار العمل في الميدان والعمل والتواصل والاشتغال مع الناس والإنصات إليهم، وإذا أفلحنا في تحقيق كل الأهداف فذلك جيد، وما لم نستطع تحقيقه سنتحمل مسؤوليتنا فيه، وتتحملون مسؤوليتكم فيه، والمواطنون كذلك، ليحسنوا اختيار من يستحق التواجد في مركز القرار؛ لتكون التنمية شاملة لجميع المغاربة دون استثناء". واسترسل كبير التجمعيين قائلا: "أنتم كفاءات، ولن نقبل أن يأتي أحد ليقول لكم: نتوما ديالنا، نتوما ديال صاحب الجلالة كلكم، وتعرفون عطفه ورضاه وتتبعه لقضاياكم وحبه". وزاد "نحن لسنا دكاكين سياسية، بل أحزابا تعمل بجد وبشكل متواصل، ولكن مغاربة العالم كلهم يجب أن ينخرطوا في الأحزاب السياسية". " للحركات الامازيغية أقول: لا تظلوا منعزلين وانخرطوا في الأحزاب السياسية لاتخاذ القرار، ولتقوموا بتغيير المجرى وتصححوا المسار إذا بدا لكم أنه ليس في الطريق الصحيح"، يقول أخنوش، واعدا مغاربة العالم بإشراكهم في تدبير الشأن العام إن افلح حزبه في تحقيق نتائج إيجابية في انتخابات 2021. أنيس بيرو، منسق الجهة 13 بالحزب، أكد بدوره، في كلمته، أن انخراط مغاربة العالم في العمل السياسي قادر على جلب خير كبير للمغرب، داعيا أفراد الجالية ليكونوا خير سفراء لبلدهم. كما نوه بجهودهم لتقديم صورة لائقة عن وطنهم الأم. وقال القيادي التجمعي إن مغاربة ألمانيا هم القادرون على خلق جسور التواصل بين بلد الاستقبال وبلدهم الأم، مشيرا إلى أن دورهم كبير لجلب استثمارات للمغرب، والمساهمة في تنمية البلد، والمشاركة في المشروع التنموي الذي يقوده الملك محمد السادس. "نحن كحزب سياسي لن نذخر جهدا لنكون في المستوى، وأنتم هنا ساعدونا، وانتقدونا إن لزم الأمر، وقدموا اقتراحات، وبهذا التعاون والروح التضامنية سنحقق النجاح، وسننتصر لنكون في مستوى انتظارات المغاربة والملك"، يقول منسق الجهة 13. وأورد بيرو أن لقاء دوسلدورف ناقش المشاركة السياسية لمغاربة العالم. وأضاف أن الموضوع على طاولة النقاش بالحزب لاتخاذ الموقف المناسب وبكل مسؤولية، مشيرا إلى أن العمل يجب أن يتواصل لتحقيق الأهداف المسطرة. بدوره، أكد محمد أوجار، عضو المكتب السياسي للحزب، أن لمغاربة العالم مكانة مهمة في استراتيجية الحزب، موردا أن اجتماعات عدة عقدت في إسبانيا وفرنسا وألمانيا، وأخرى ستعقد في كندا وإفريقيا؛ هدفها التواصل المباشر مع الجالية إسوة بالتواصل المفعل مع مغاربة الداخل. وأضاف "منهجيتنا هي التواصل مع الناس بلغة جديدة، شفافة وموضوعية، تدافع عن المكتسبات، وتشرح الإصلاحات التي تعرفها بلادنا، بقيادة الملك محمد السادس، ولنواجه بكل مسؤولية الإكراهات والمشاكل التي لم نتكمن من إيجاد حلول لها". وأوضح المسؤول الحزبي أن "هذا الحوار المفتوح يهدف إلى وضع مغاربة العالم في صلب التحولات، وللتأكيد على أن الاختيار الاستراتيجي في المغرب هو لصالح حقوق الإنسان والديموقراطية وبناء دولة المؤسسات، ونحن هنا بحاجة إلى الاستماع إلى التجارب الإيجابية التي راكمها مغاربة ألمانيا لتجويد وإثراء تجربتنا ولفتح الآفاق الضرورية لتمكين مغاربة العالم من الإسهام في تطوير البلاد". فيما خصص مولاي حفيظ العلمي، القيادي بالحزب ذاته، كلمته لإبراز التطورات التي عرفها المغرب في المجال الصناعي، مستدلا بالأرقام، وكاشفا أمام الجميع وجود تخوف في أوروبا من تطور المغرب صناعيا، وقدرته على جلب استثمارات أجنبية مهمة. "أصبحنا مزعجين صناعيا لأوروبا، ففي مجال الطيران لدينا "بومبارديي" التي أقنعناها بالبقاء في المغرب وبمضاعفة مساحة معملها، ولدينا "بوينغ" أيضا، و140 شركة تصنع أجزاء من محركات الطائرات، وبالتالي أصبح العالم يرى أننا بلد صاعد، وهذا بفضل رؤية الملك، وبفضل المغاربة عبر العالم الذين يشتغلون لرفع راية المغرب". وختم العلمي كلمته بالتأكيد على أن قياديي التجمع الوطني للأحرار يشتغلون ولا يتكلمون كثيرا، مضيفا أن الرغبة هي العمل لخدمة المغاربة بكل تفان وليس ممارسة "السياسة السياسوية"، وفق تعبيره. وبعد ثنائه على مجهود فريق العمل المكلف بالإعداد للمؤتمر، دعا كريم زيدان، منسق الحزب بألمانيا ورئيس شبكة الكفاءات المغربية بألمانيا، مغاربة ألمانيا إلى الانخراط في العمل السياسي والمشاركة في بناء المغرب وتطوره. وخاطب زيدان المشاركين في المؤتمر قائلا: "دورنا هو المساهمة في تنمية البلد ومشاركة كفاءاتنا وتجربتنا مع بلدنا. لسنا في حاجة إلى التحويلات المالية فقط في المغرب، بل إلى جلب المعرفة والاستثمار، ويمكننا ذلك لأننا كثر، وحان الوقت لرد الجميل إلى البلد الأم". "الاستثمار في المغرب استثمار في الإنسان. يجب أن نضع أيدينا في أيدي إخواننا في المغرب لتحقيق التنمية المنشودة والرخاء للجميع"، يقول رئيس شبكة الكفاءات المغربية بألمانيا، داعيا إلى مواصلة المسار والتواصل والعمل على تقوية الحزب بالداخل والخارج. كلمات القيادات التجمعية أجمعت على ضرورة انخراط الجميع في العمل السياسي، ومواصلة تعزيز مكانة الحزب في الداخل والخارج، مشددة على أن تحقيق الأهداف رهين بالعمل التشاركي من داخل المؤسسات. يشار إلى أن اللقاء عرف إتاحة الفرصة لمنتسبين للتنظيم من أجل تقديم مقترحاتهم وتصورهم للمراحل القادمة، حيث وعد رئيس التجمعيين بالعمل على عقد لقاءات في القريب العاجل من أجل تجميع المقترحات ومناقشتها والعمل على تنزيلها.