أوضح أنيس بيرو، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، والمنسق الجهوي لمغاربة العالم "الجهة 13"، أن اللقاء التنسيقي التواصلي مع تجمعيّي مغاربة العالم، المنعقد بمراكش اليوم السبت، جاء بعد عدة سلسلة من اللقاءات التواصلية التي تمت على صعيد مختلف دول العالم، التي يتوفر فيها حزب التجمع على مجموعة من مناضليه، من أجل فتح فروع تجمعية. وتابع بيرو قائلا: "نتوفر على عدة فروع جهوية بالعديد من الدول الأوروبية، وفي كندا والولايات المتحدةالأمريكية، وآسيا وعمق قارة إفريقيا"، مشيرا إلى أن هذا المعطى يشكل مؤشرا على الدينامية التي أضحت تعيشها المؤسسات المجالية للتجمع الوطني للأحرار. وأضاف: "هذا الملتقى يشكل فرصة لتواصل المنسقين التجمعيين على صعيد 13 دولة من كل القارات، وتقوية شبكتهم، واطلاعهم على مستجدات الحزب، وتغذية شرارة الحماس في مناضلي الحزب". وفي كلمة التي وجهها إلى الحاضرين، أكد بيرو أن "السياسي مطالب بأن يعطي مثلا للشباب ويزرع الأمل فيهم، لا أن يبيعهم الوهم السياسي، أولا، لأن السياسة عمل نبيل ولم تكن أبدا بيعا للوهم. وثانيا، لأن هذا النوع من الخطاب العدمي يؤدي إلى الإحباط وزرع اليأس في المواطنين، مما يدفعهم إلى تكوين تمثلات خاطئة تلعب دورا كبير في العزوف السياسي الذي يستفيد منه البعض". وتابع القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار قائلا: "نحن محتاجون لذكاء وأذرع كل المغاربة لرفع التحديات وبناء الوطن، وإحباط العزائم هو مبتغى أطراف سياسية، تستفيد من تنفير الشباب، للإبقاء على خزان معين ينفعها يوم الاقتراع". وطالب الحاضرين بأن "يقدموا الحلول لمشاكلهم بعقلية مغاربة العالم". وأوضح عضو المكتب السياسي للRNI أن "البعض يوجه اتهامات مشفرة ويتكلمون عن شراء الذمم". وطالب هؤلاء ب"امتلاك الجرأة والشجاعة لتحديد المعنيين بشكل مباشر، وحينها ستتاح للعدالة إمكانية فتح تحقيق قضائي في هذه الاتهامات، التي يجب أن تتأسس على حجج وبراهين دقيقة، لأن البينة على من ادعى، كما يقول عقلاء المغرب". ودعا بيرو الشباب إلى "التزام أخلاق الصراحة والصدق، التي ستمكن من الذهاب بعيدا". كما دعا مغاربة العالم إلى أن ينفتحوا على المواطنين المغاربة ببلدان العالم، وأن يستثمروا مستواهم المتقدم، للإسهام الممكن في تنمية المملكة المغربية، "حتى يحس كل منكم بأنه معني بنمو بلاد الأجداد"، مؤكدا أن "الحقوق تأتي بأداء الواجبات، وعناية الحزب بمغاربة العالم تأتي ضمن التصور التنظيمي الجديد لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يولي أهمية كبرى لهذه الفئة الهامة من المواطنين المغاربة، تنسجم مع التوجيهات الملكية تجاه مغاربة العالم"، يقول بيرو، الذي أبرز أن "لقاء اليوم له فؤائد كثيرة، منها: أولا، التواصل بين مغاربة العالم. وثانيا، تكوين شبكة يجب تقويتها بالتواصل بينكم، لتبادل التجارب المتعددة بتعدد البلدان التي تعيشون فيها، مما سيحدث تفاعلا بين التجمعيين والمؤسسات الوطنية لحزب التجمع الوطني للأحرار". وذكر عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار الحاضرين بأنهم يملكون فريقا برلمانيا ووزراء بالحكومة المغربية، "يمكنكم أن تعتمدوا عليهما في مساءلة الحكومة، وتبليغ همومكم وآمالكم، وكذا اقتراحاتكم للقائمين على تدبير الشأن العام بالمملكة المغربية". وطالب المشاركين في الملتقى بتقييم هذه المناسبة والخروج بخلاصات، في انتظار تكوين إطار فيدرالي لمغاربة العالم. وخلال هذا اللقاء أعطى أنيس بيرو نبذة عن تاريخ "حزب الحمامة"، مشيرا إلى المراحل التي قطعها منذ تأسيسه، سنة 1978، كما استعرض التغيير الذي عرفه الحزب بعد انتخاب عزيز أخنوش رئيسا للتنظيم، "مما زرع دينامية في عروق هذه المؤسسة السياسية، وتقوية هياكلها وتعزيز سياسة القرب من المواطنين وحل مشاكلهم"، وفق تعبيره. جدير بالذكر أن كلمة بيرو شددت على الدور الكبير الذي يلعبه الحزب في تأطير الجالية المغربية المقيمة في الخارج، "من أجل إعدادها لخوض معركة العمل من أجل بناء وطن الآباء والأجداد، حتى تبقى كل الأجيال في علاقة وطيدة بمغرب مزدهر ومتقدم في اقتصاده وأخلاقه وسياسته، بانفتاحه على كل جهاته وفئاته دون إقصاء أو تهميش لأي كان"، يورد القيادي التجمعي ذاته.