ينتظر الآلاف من التلاميذ نتائج امتحانات الباكالوريا لهذه السنة، بعدما انطلقت عملية التصحيح في 14 يونيو الجاري في أكثر من 350 مركزا للتصحيح على الصعيد الوطني، بمشاركة 44200 أستاذ. ويتوقع أن تستمر العملية إلى غاية ال 22 من هذا الشهر، ويتم الإفراج عن النتائج مباشرة بعد إجراء المداولات في ال 26 منه. محمد اضرضور، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الرباطسلاالقنيطرة، أكد لهسبريس أن إمكانية الخطأ في عملية تصحيح الاختبارات الوطنية للباكالوريا غير واردة، موردا أن "التدقيق الذي يقوم به 5072 أستاذا، المواكَبين تقنيا ب 140 إطارا في المعلوميات، يعمل على تقليص هامش الخطأ إلى الصفر، وشعارنا: ممنوع الخطأ". عملية التصحيح هذه تسخر لها الوزارة المكلفة بالتعليم إمكانات بشرية ولوجستية مهمة. هسبريس زارت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الرباطسلاالقنيطرة، ومركز الامتحانات لالة عائشة بالرباط، ورصدت الأجواء العامة التي تمر فيها عملية التصحيح. تنجز هذه العملية من خلال تشكيل لجان بحسب المواد والشعب والمسالك، يضطلع بتنسيق أعمالها مفتش تربوي مختص، يعمل على تعيين منسق لكل لجنة تصحيح من الأساتذة المصححين. السعدية نسائي، مفتشة التعليم الثانوي لمادة الرياضيات، مطالبة بتتبع وتدقيق عملية التصحيح بمركز "لالة عائشة" من البداية إلى النهاية، تقول: "قبل بداية عملية التصحيح، يتم عقد اجتماع عام لتوضيح المقتضيات الواردة في دفتر التصحيح، بعد ذلك يتم توزيع الأساتذة إلى لجان لإنجاز تصحيح عام كعملية تجريبية تتم خلالها مناقشة عناصر الإجابة وسلم التنقيط، ثم تنطلق عملية التصحيح بشكل عاد". وتضيف المنسقة الجهوية: "على الأستاذ بعد إنهاء تصحيحه أن يلتحق بالقسم المخصص بمسك النقط لإدخال نقط المترشحين في منظومة مسار، بعدها يستنسخ ورقة تضم نقط المترشح للتحقق من مطابقتها والنقطة المدرجة في الورقة، تفاديا لوقوع أي خطأ مادي، بعد ذلك يتم إرجاع الأوراق مع محضر النقط في ظرف يغلق ويوقع عليه ويتم توجيهه إلى الأكاديمية". حمو بن زين، أستاذ مادة الرياضيات، يقول إن عملية التصحيح تمر في ظروف جيدة، وتتم بأرقام سرية، موردا أن توجهه إلى مكتب مسك النقط من أجل تسجيل نقط التلميذ في حسابه الخاص بمنظومة مسار والتأكد من صحة تدقيقها لا ينتهي إلا بإغلاق حساب التلميذ، مؤكدا أن هذه العملية تطمئنهم كأساتذة بأن النقط المصححة هي نفسها التي تم إدخالها في المنظومة المخصصة للتلميذ بكل أمانة. وبالأمانة والدقة نفسها، تتكرر عملية المراقبة والتدقيق بخصوص النقط التي أدخلها الأساتذة في الخادم المعلوماتي الجهوي، هذه المرة بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، حيث تعاد مراقبة الأوراق وتدقيقها للتأكد من أن النقطة الموجودة على ورقة الامتحان مطابقة للنقطة المنسوخة، "يتم تكرار العملية ثلاث مرات من أجل التأكد النهائي من أننا لم نبخس التلميذ حقه"، يقول مدير الأكاديمية. ويضيف رئيس المركز: "ينبغي أن تطمئن الأسر بأن عملية التصحيح تحاط بالاهتمام الكافي، وحتى إذا تم ضبط خطأ ما أثناء المراقبة، نرجع الأوراق إلى السادة الأساتذة المعنيين بالأمر من أجل تدارك الخطأ بأنفسهم مع تنبيههم إلى ضرورة المراقبة قبل تسليم البيانات، ولقطع الشك باليقين، نرجع لكل مصحّح الأوراق الخاصة به خلال المداولات، ليتأكد من النقط النهائية ويوقع عليها". وحسب معطيات إحصائية للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين الرباطسلاالقنيطرة، فقد بلغ عدد أوراق التحرير الخاصة بمترشحي الجهة 103 آلاف و790 ورقة، وناهز عدد المصححين 5 آلاف أستاذ موزعين على 48 مركزا للتصحيح. وقد بلغ عدد الأطر المكلفة بالدعم التقني لعملية مسك النقط 140 إطارا، يقومون بالمواكبة التقنية للأساتذة المصححين. *صحافية متدربة