*تنامي فضائح الاستغلال الجنسي للعاملات بالمقاهي والمطاعم بأكادير من طرف "الباطرونا" ورؤوساء العمال "" *الضحايا تم تخيرهن بين إشباع نزوات رؤوسائهن أو التعرض للتسريح التعسفي عند انتهاء كل موسم صيفي إلا وتبدأ مرحلة طويلة تجسد في طياتها معاناة طويلة للعمال والعاملات بعدد من المقاهي والمطاعم المنتشرة على طول الشريط السياحي وساحة "أيت سوس" بمدينة أكادير. حيث تبدأ التسريحات الجماعية والابتزازت المسترسلة لأرباب تلك المقاولات التجارية والذين يتعاملون بكثير من الاحتقار والتعالي مع هذه الشريحة التي تعاني من مشاكل لا حصر لها فمن تدني الأجور إلى انعدام التعويضات وصولا إلى الطرد التعسفي ما بعد مرحلة انتهاء الفترة الصيفية الشيء الذي يعرض عائلات بأكملها للتشرد والضياع ولا من يحرك ساكنا!! والأمر لا يقف عند هذا الحد فقد تفشت ظاهرة أخرى جد معبرة في الآونة الأخيرة تعكس بجلاء صورة الاستغلال في أبشع صوره، حيث يعمد كثيرون من "الباطرونا" ورؤوساء العمال بداخل عدد من تلك المقاهي والمطاعم باستغلال العاملات بها سواء تعلق الأمر بالنادلات أو المنظفات أو البائعات في مخابز تلك المقاهي وذلك من خلال التحرش الجنسي بهن وتهديدهن بالطرد في حالة رفضن الامتثال لأوامر "الباطرونا" ورؤوساء العمال والتي غالبا ما تتمحور حول الاستغلال الجنسي لهن حيث يتم استدعائهن إلى مكاتب رؤوسائهن وتتم عملية مساومتهن والتي غالبا ما تنتهي بغالبيتهن داخل شقق هؤلاء خلال كل مرة يتم فيها استدعائهن لإشباع النزوات الشيطانية لهؤلاء ولم تسلم حتى المتزوجات من هذه العملية حيث يراعي هؤلاء مجموعة من المواصفات في تعين العاملات بمختلف مرافق تلك المقاهي والمطاعم العصرية والتي ليست لها أية علاقة بمؤهلات الكفاءة والسيرة الحسنة بقدر ما يتم التركيز على مسألة الجمال وحداثة السن، وغالبا ما يفضل هؤلاء أن تكون "الضحية" صغيرة السن وتقطن في مناطق بعيدة عن المجال الحضاري للمدينة ولا تملك مستوى تعليمي يؤهلها لإدراك حقوقها الشيء الذي يسهل عملية إسقاطها في الشراك وتقوم بالامتثال لكل الأوامر التي توجه إليها وتحرص على تنفيذها إرضاء لمرؤوسها أو صاحب المقاولة. هذا وتحكي (ر.ش) وهي إحدى العاملات السابقات بمقهى بساحة "أيت سوس" عن عملية الانتقام التي تعرضت لها من طرف المكلف بالعمال داخل المقهى الذي كانت تشتغل به كمعدة للحلويات بعد أن رفضت الامتثال لأوامره الشيطانية القاضية باستغلالها جنسيا حيث تقول في هذا الصدد "بعد أن رفضت أن أذهب معه لأحد الشقق التي يستأجرها –رغم أنه متزوج- دبر لي حيلة قدرة بالتواطؤ مع إحدى زميلاتي التي كانت تعمل معي والتي تعود على مضاجعتها بشكل مسترسل، حيث عمدت إلى وضع كيس يحتوي على نصف لتر من الحليب داخل حقيبتي، وبعد أن أتممت عملي وعندما حاولت الخروج من مقر العمل في اتجاه مسكني استوقفني "صاحبنا" وانتزع مني حقيبتي وأخرج منها الكيس بشكل يؤكد أنه كان يعلم مسبقا بالمكان الذي وضعت فيه مساعدته الكيس، وبعد ذلك قال لي بالحرف بأني مطرودة لأنني ببساطة رفضت أن أمنحه فرصة العبث بجسدي" . هذا وتؤكد (ر.ش) على أنها غير نادمة على موقفها خصوصا وأنها تمكنت من الحصول على عمل محترم خارج مدينة أكادير وتضيف "تتعرض زميلاتي بشكل مسترسل لعمليات التحرش الجنسي لا لشيء سوى أنهن يعانون من إرهاصات وضعية غير قانونية تجعلهن معرضات لكل أنواع الاستغلال وإن رفضت واحدة منهن الامتثال يكون مصيرها كما وقع لي!! كما يحكي (ب.ر) وهو نادل بأحد المقاهي بذات الساحة كيف أن رئيسه في العمل تعرض لموقف محرج عندما كان يستعد لنقل إحدى العاملات بالمقهى تحت إمرته لمضاجعتها غير أن الأقدار الإلهية شاءت بأن ينكشف أمره فبينما صعدت "الضحية" معه على متن دراجة نارية تفاجئ بزوجته التي كانت تتجسس عليه وهي قادمة نحوه حيث وجهت له سيل من الكلمات النابية والتي تجسد استيائها العميق من تصرف زوجها الطائش!! حالة أخرى هذه المرة من داخل إحدى الوحدات الفندقية داخل الشريط السياحي للعاصمة السياحية للمملكة، حيث يحكي (ح.م) وهو حارس أمن خاص عن ذلك اليوم الذي سيظل لا محالة خالدا في ذكرته، لما لا وهو الموقف الذي مكنه من الحصول على وظيفة رسمية بتلك الوحدة الفندقية بعد أن كان مجرد عامل في شركة أمن خاصة من دون أوراق وكان عرضت للطرد في أية لحظة!! حيث يقول "ولما كنت أقوم بدورية أمنية عادية تعودت من خلالها أن أتفقد مختلف المرافق الداخلية للوحدة لمحت حركة غير عادية داخل إحدى المرافق الذي كان يستغل لوضع بعد الأغراض التي يتم التخلص منها فيما بعد، ولما اقتربت لتفقد الأمر صعقت بالمنظر الذي التقطته عيناي حيث وجدت رئيس العمال وهو يضاجع إحدى المتدربات التي التحقت بالوحدة مؤخراً، وقد كان موقفا صعبا للغاية لاسيما وأن رئيس العمال كان متزوجا ولديه أبناء، وبعد أن غادرت الموقع تاركاً المجال أمامهما لارتداء ملابسهما، وبعد مدة قصيرة التحق بي رئيس العمال طالبا مني التكتم على الأمر ووعدني بالخير الوفير!!وفعلا هذا ما حصل فعلا فبعد فترة قصيرة مكنني من وظيفة رسمية بالوحدة الفندقية والتي منحتني فرصة العيش في ظروف جيدة عكس ما كنت عليه في السابق. حقا أن مصائب قوم عند قوم فوائد!!". تتعدد الحالات ومظاهر الاستغلال الجنسي للعاملات بالمقاهي والمطاعم العصرية والوحدات الفندقية بالعاصمة السياحية للمملكة ولا تقتصر هذه الظاهرة المتنامية بشكل مريب على المقاولات العصرية بل يمكن لمسها أيضا داخل المقاهي الشعبية ومطاعم المأكولات الخفيفة والتي غالبا ما تكون منتشرة بمناطق تعرف حركية دائمة من قبيل "الباطوار" وأحياء "السلام" و"الداخلة" و"تالبورجت" ما يجعلنا نطرح أكثر من علامة استفهام حول صمت المسؤولين عن الدوافع الرئيسية لتنامي الظاهرة والمرتبطة أساسا بالوضعية الغير قانونية لهذه الفئة العريضة ما يعرضها لكل أشكال الاستغلال. [email protected]