مآسي المتوسط لا تكاد تنتهي ولن تنتهي في الأمد القريب، خاصة أن أوروبا لم تعد تخفي حنقها من موجات النزوح التي باتت تهدّد بإفراغ مزيد من المهاجرين؛ وهو ما دفعها إلى تكثيف تحركاتها في السواحل والنقاط "السّاخنة"، حيث أنقذت فرق الخفر السّواحل الإسبانية أمسِ 48 مهاجراً، بينما توفيّ ما لا يقلُّ عن 5 مهاجرين، انطلق قاربهم من سواحل مدينة الناظور. ونقلت وكالة"Infomigrants"، المتخصّصة في شؤون الهجرة، أنّ "زورقين كانا يقلّانِ ما يزيد عن 111 مهاجراً إفريقيا، انطلق من مدينة الناظور، تاها في المتوسّط؛ وهو ما تطلّبَ التدخل العاجل بعد وُرود الإخْطار من عندِ بعض الجمعيات الحقوقية، وتمكن خفر السواحل الإسباني من إنقاذ 49 منهم، وتم نقلهم على متن قارب صغير. بينما توفي أحد الناجين في المستشفى في ألميريا بإسبانيا". وتدخّلت فرق الإنقاذ الإسباني عبر طائرات مروحية، مدعومة بعدد من قوارب النجاة، لإنقاذ أكبر عدد ممكن من المهاجرين الذين قضوا ساعات في البحر بعدما انقلبَ قاربهم التقليدي. وقال المتحدث باسم فرق الإنقاذ الإسبانية إنّ "القارب، الذي كان يحمل 53 شخصا بينهم أربع نساء وعامل منجم، عانى من سوء الأحوال الجوية". وعبّرت هيلينا مالينو، رئيس المنظمة غير الحكومية كاميناندو فرونتيراس، عن أسفها بعد حادث غرق القارب، وكتبت في صفحتها على التويتر: "توفي أربعة أشخاص خلال المعبر وتوفي أحد الركاب، الذي وُجد فاقدًا للوعي، في المستشفى في إسبانيا"، قبل أن تبلغَ عائلات المهاجرين على أنها هي التي نبّهت خفر السواحل الإسبانية إلى أمر اختفاء القارب. وأضافت هيلينا مالينو أن أربعة ركاب آخرين تم إنقاذهم ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفيات الإسبانية، كانوا يعانون من "انخفاض حرارة الجسم إلى درجات قياسية"، لافتة إلى أن "قارباً كان قريب من السواحل الإسبانية عاد إلى المغرب يضمُّ 58 مهاجراً من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى". ومنذ بداية العام، وصل ما لا يقل عن 8،056 مهاجرًا إلى إسبانيا عن طريق البحر، وفقًا لتقرير صادر عن وزارة الداخلية الإسبانية. وحسب المنظمة الدولية للهجرة، مات 166 مهاجرًا في البحر المتوسط للوصول إلى إسبانيا. ويُتابع الأوروبيون بقلق كبير توافد قوارب الهجرة على دول الاتحاد الأوروبي، خاصة إسبانيا وإيطاليا. وقد دعت المفوضية الأوروبية إلى الزيادة في الموازنة الأوروبية المخصصة لأزمة المهاجرين بنحو ثلاث مرات، إضافة إلى تأمين الحدود الخارجية للاتحاد. وتريد المفوضية رصد 34,9 مليار يورو لمواجهة تحديات موجات الهجرة، في الفترة من 2021 إلى 2027، تخصص أكثر من ستين في المائة من هذه الأموال (21,3 مليار يورو) لحماية الحدود.