افتتحت، اليوم الأحد بالخزانة الصبيحية بسلا، فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الإمتاع والمؤانسة، التي تستمر إلى غاية 24 دجنبر الجاري تحت شعار "دورة الموسيقي الباحث المرحوم صالح الشرقي". وتهدف هذه التظاهرة الثقافية، التي تنظمها جمعية أبي رقراق، إلى دعم الابتكار في مختلف الأنماط الفنية التقليدية والاهتمام بالجانب النظري والثقافي المتعلق بالفنون الأصيلة. وأوضح مدير المهرجان، الأستاذ عبد المجيد فنيش، في كلمة بالمناسبة، أن هذه الدورة تؤكد من جديد أن للفنون الأصيلة رجال ونساء يتفانون من أجل أن تضطلع بأدوارها كاملة في صياغة الوجدان الجماعي. وأضاف أن الدورة الثالثة غنية ببرمجتها وأنشطتها ومساهمتها في تطوير الفنون الأصيلة وتحديث بعض أدواتها، مشيرا إلى أن دورة هذه السنة تتميز بالتباري في مختلف الحقول الفنية . وستخصص هذه الدورة، حسب عبد المجيد فنيش، للجارة الرباط ليلة فنية متميزة في أفق وصول المهرجان إلى مدن أخرى، مبرزا أن الإضافة الرئيسية لهذا المهرجان هي حمله لإسم "دورة الموسيقي الباحث المرحوم صالح الشرقي" أحد أبناء مدينة سلا. وفي لقاء مفتوح، بهذه المناسبة، تطرق الأستاذ عباس الجراري لموسوعة الملحون التي تصدرها أكاديمية المملكة، من خلال نماذج من الدواوين المنجزة حول موضوع "فن الملحون: تعريفه، نشأته وتطوره". وأشار إلى أن نشأة هذا الفن، الذي يمتد بالمغرب على مدى ثمانية قرون، تعود إلى عصر الموحدين حيث احتك بالقصيدة العربية والموشحات الأندلسية والأشعار الشعبية التي حملها العرب الذين توافدوا على المغرب. وذكر بأن فن الملحون ظهر صوفيا وكان يلقى سردا في الزوايا والمساجد، ثم تطور فيما بعد مع بعض الشعراء وبات يتفنن في وصف الطبيعة، وسميت القصائد حينها ب"الربيعيات"، قبل أن يتحول إلى قصائد الغزل. يشار إلى أن برنامج هذه الدورة، التي تحضرها فعاليات فنية من عدد من البلدان العربية، يتضمن تنظيم ليلة فنية بمسرح محمد الخامس بالرباط تحييها مجموعات فنية من المغرب والجزائر وتونس وليبيا، وليال موسيقية تشارك فيها 19 مجموعة فنية تراثية. كما تشتمل هذه الدورة على لقاءات ثقافية بمشاركة باحثين مغاربة، وقراءات شعرية، ومسابقات في فن المديح والسماع والملحون والصوفية العيساوية تتبارى فيها مجموعات موسيقية لاختيار أحسن إبداع تراثي يوظف التقنيات التواصلية الحديثة.