يُواصل الجيش المغربي بالحدود المغربية الجنوبية حربه ضد مافيات تهريب المخدرات التي تنشط بالقرب من جبهة البوليساريو الانفصالية، إذ اضطرت دورية تابعة للقوات المسلحة الملكية بالقطاع الجنوبي، السبت، إلى إطلاق عدة طلقات نارية في مطاردة سيارة تهريب رباعية الدفع. وكشفت مصادر مقربة من العسكر أن "دورية تابعة للقوات المسلحة الملكية المغربية بالقطاع العملياتي الجنوبي تمكنت من حجز عربة رباعية الدفع على متنها أزيد من 1800 كيلوغرام من مخدر الشيرا، بالقرب من الحزام الأمني بمنطقة تيشلة التابعة للقطاع العسكري للداخلة، تراب إقليم وادي الذهب". وذكر المنتدى العسكري "Far Maroc" أن الدورية العسكرية المغربية "استعملت عدة طلقات نارية من أجل عرقلة حركة العربة بعد محاولتها الفرار"، مشيرا إلى أن "القوات المسلحة الملكية بكل فروعها، خاصة البرية والبحرية، كثفت عملياتها من أجل الحد من ظاهرة الاتجار بالمخدرات بالصحراء المغربية". ورجحت مصادر استخباراتية، وفقا للمنتدى نفسه، أن مافيات تهريب المخدرات بالحدود الجنوبية "تسيرها عناصر مرتزقة البوليساريو من أجل توفير موارد مالية إضافية للجبهة بعد تراجع الدعم المادي المقدم من داعميها". مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، عبد الحق الخيام، أكد في تصريح سابق أن ''أزيد من مائة انفصالي من البوليساريو ينشطون في التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل وجنوب الجزائر وتندوف، كما أن بعض الانفصاليين متورطون في قضايا تتعلق بالتهريب الدولي للمخدرات والأسلحة". وأوضح المسؤول المغربي أن عناصر من البوليساريو لا ينشطون فقط مع الجماعات الإرهابية، بل أيضا مع شبكات تهريب المخدرات والأسلحة، موردا أن "عدة قضايا كشفت أن الانفصاليين ينشطون ضمن شبكات إجرامية لتهريب المخدرات والأسلحة والبشر، كما أن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، التي ينشط معها عدد كبير من الانفصاليين، وجدت نفسها متقاطعة مع شبكات التهريب الدولي للمخدرات وأصبحت تتعاون معها". وسنة 2016، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية من إحباط إحدى أكبر وأخطر عمليات تهريب المخدرات القوية بسواحل مدينة الداخلة. وتنشط عدد من شبكات تهريب المخدرات والبشر قرب حدود المغرب مع البوليساريو، خصوصا ناحية الجدار الرملي العازل، مستغلة الأوضاع الأمنية بالمنطقة وحمايتها من طرف عناصر الجبهة.