كشفت مصادر من جمعية الصحراء المغربية أن هذه الأخيرة قررت تأجيل مسيرة تيفاريتي المزمع إجرائها، الأحد المقبل، إلى ما بعد الجولة الرابعة من المفاوضات، التي من المنتظر عقدها ما بين 11 و13 مارس بين المغرب والبوليساريو بمانهاست بضواحي نيويوركبالولاياتالمتحدة الأميركية. "" وجاء قرار التأجيل إلى 16 مارس المقبل ،بعد أن سجل ارتفاع عد المشاركين، فاق عددهم ال 2000، فيما حدد في السابق في 1000 شخص، من بينهم حقوقيون وشخصيات مدنية وعسكرية سابقة علاوة على إبداء عدد من الهيئاتالمدنية والسياسية والاجتماعية رغبتها في المشاركة في هذه المسيرة السلمية إلى المنطقة . وكانت جمعية الصحراء المغربية قد أكدت تلقيها تهديدا صريحا عبر رسالة الكترونية تضمنت تسجيلا صوتيا بتحويل تيفارتي إلى "حمام دم ومقبرة للجميع، إذا ما وطأت أقدام المشاركين المغاربة في المسيرة"، وهو ما اضطرها إلى طلب الحماية من الجيش. وتعهد الجيش المغربي ضمان سلامة المشاركين في المسيرة، كما يتوقع أن يحضر 123 عسكريا سابقا، كلهم يعرفون المنطقة جيدا لأنهم كانوا فيها، وهم متخصصون في الألغام. وجاء هذا التعهد بعد إعطاء الحكومة الضوء الأخضر لتنظيم المسيرة، إذ قال خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، إنها "تدخل في إطار حرية التعبير والتنقل التي تكفلها الدولة للمواطنين"، مؤكدا أن تيفاريتي "أرض مغربية، وأن حدود المغرب لا تقف عند الجدار الأمني في الصحراء، بل عند الحدود مع موريتانيا والجزائر". وتأتي هذه المبادرة ردا على قيام جبهة البوليساريو عقد مؤتمرها العام الثاني عشر في هذه المنطقة التي يحظر قرار الأممالمتحدة بوقف إطلاق النار بين المغرب والجبهة عام 1991 أي نشاط عسكري أو مدني فيها. ويتشبث المغرب بمقترح الحكم الذاتي الذي حظي بدعم دولي، فيما تصر الجبهة على إجراء استفتاء لتقرير المصير. يذكر أن الجمعية سبق أن أجلت مسيرة كانت تنوي القيام بها خلال شهر فبراير الماضي، بعد أن أخبرتها الولاياتالمتحدةالأمريكية عن طريق سفارتها بالرباط أن الزيارة تشكل خطرا على الوفد المشارك، كما علمت حينها بقيام البوليساريو بزرع عشرات الألغام المضادة للأشخاص فيما لا يقل عن أربعة طرق تبعد بنحو عشرين كيلومترا عن الجدار الأمني المغربي باتجاه تيفاريتي.